تتجه حكومة النظام السوري إلى تعديل الحد الأدنى لقيم المستوردات (الأسعار الاسترشادية) لـ 15 سلعة أساسية، أبرزها الزيت النباتي والحليب والسكر، ما سيؤدي إلى تضاعف الأسعار، وفق خبراء اقتصاديين.
وقالت صحيفة “الوطن” الموالية للنظام السوري إنها حصلت على نسخة من قرار وزير المالية كنان ياغي، يتضمن تعديل الحد الأدنى لقيم المستوردات (الأسعار الاسترشادية) لـ 15 سلعة، ما سيؤدي إلى ارتفاع كلفة المواد والبضائع المستوردة لدى تسعيرها من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك.
وأشارت إلى أن أي رفع في قيم الأسعار الاسترشادية يقابله ارتفاع في الرسوم الجمركية على البضائع المستوردة، وفي النهاية سيكون هناك ارتفاع في أسعار المواد في السوق المحلية بما يوازي معدل الارتفاع في الرسوم الجمركية.
ولفتت إلى أنه وفق القرار الجديد سيتم رفع السعر الاسترشادي لزيت عباد الشمس الخام ليصبح 1100 دولار للطن، بدلاً من 600 دولار وفق القرار الصادر في عام 2019.
بينما تم تحديد السعر الاسترشادي لمادة زيت النخيل الخام بألف دولار للطن و200 دولار لطن الذرة الصفراء العلفية، و475 دولاراً لطن كسبة فول الصويا، و200 دولار لطن البن غير المحمص، و460 دولاراً للسكر الأبيض المكرر، و360 دولاراً للسكر الخام و550 دولاراً للطن من مادة بيليت الحديد.
وشمل القرار زيادة سعر الحليب المجفف المسحوب الدسم إلى 2200 دولار في حال كان من مصدر إيراني، و3000 دولار للحليب المجفف من باقي الدول، وتم تحديد السعر الاسترشادي للطن من مادة الحليب المجفف كامل الدسم بـ3200 دولار، ورفع سعر المتر المربع لمادة السيراميك للحد الأدنى إلى 13 دولاراً.
وطاول رفع الحد الأدنى أيضا مواد مثل بطاريات السيارات والدراجات النارية والسمن النباتي من عبوات أكثر من 20 كغ.
وأكدت الصحيفة أنه من خلال قراءة هذه التعديلات (الحد الأدنى لقيم المستوردات)، وفي حال تمت إضافة معدل التحويل (سعر الصرف) إلى 2500 ليرة بدلاً من السعر السابق 1256 ليرة، فإننا سنكون أمام ارتفاعات كبيرة في الأسعار خلال الفترة المقبلة.
ونقلت عن مدير في الجمارك التابع للنظام قوله، إن السعر الاسترشادي للطن الواحد لمادة زيت عباد الشمس الخام كان بـ600 دولار ومعدل التحويل كان 1256 ليرة، وفي حال ضرب 600 دولار بـ1256 ليرة يكون سعر الطن الواحد الخام من مادة زيت عباد الشمس الخام هو 753 ألف ليرة.
بينما بعد التعديلات الحالية على الأسعار الاسترشادية يصبح سعر الطن الواحد من مادة زيت عباد الشمس الخام 2.750 مليون ليرة وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف السعر القديم.
وحول تأثير هذا القرار أوضح الخبير الاقتصادي يونس الكريم أن المستوردات لدى حكومة النظام تنقسم إلى قسمين أحدهما تشمل القطاعات الأساسية التي تدعمها الحكومة عبر منح الدولار للتجار بسعر الصرف الصادر من قبلها، والآخر غير مدعوم أي على التاجر أن يحصل على الدولار من السوق السوداء الذي يفوق سعره السعر الرسمي.
وأضاف أن تقليل حكومة النظام للأصناف المدعومة من قبلها سيؤدي إلى توجه المواطنين نحو السوق السوداء للحصول عليها وهو ما وصفه بتحرير الأسعار.
ورأى أن رفع الحكومة حاليا الحد الأدنى لقيم المستوردات ستكون الوسيلة لتحرير أسعار هذه المواد التي تعد أساسية، وتهيئة الرأي العام لاستيعاب فكرة أن الأسعار ستكون حرة وتحدد من قبل القطاع الخاص.
ويشكو السوريون في مناطق النظام بشكل متكرر من ارتفاع الأسعار بشكل كبير، وعدم ملائمتها مع مستوى الدخل، وذلك وسط أزمة اقتصادية كبيرة تمر بها البلاد.