فقدت مصر نحو 70 مليون دولار من إيرادات قناة السويس بسبب توقف حركة الملاحة في القناة خلال الأيام الخمسة الماضية، وسط توقعات بتفاقم تلك الخسائر في ظل إغلاق أحد أكثر الممرات الملاحية ازدحاما في العالم.
وكشف رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع، في مؤتمر صحفي، السبت، أن مصر تفقد يوميا ما بين 12 إلى 14 مليون دولار من إيرادات قناة السويس نتيجة حادث جنوح سفينة حاويات ضخمة تسبب في سد القناة وتوقف حركة الملاحة منذ الثلاثاء الماضي، وهو ما يعني أن مصر فقدت نحو 70 مليون دولار من إيرادات القناة خلال الأيام الخمسة الماضية.
تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي:
وقال ربيع: “إن الجهود المبذولة لإخراج سفينة حاويات ضخمة تسد القناة سمحت بعودة رفاص ودفة السفينة للعمل مجددا، لكن لا أستطيع تحديد موعد إعادة تعويمها”، مؤكدا أن قوة الرياح تزيد صعوبة إعادة تعويم السفينة الجانحة.
وجنحت السفينة إيفر غيفن التي يبلغ طولها 400 متر في قطاع جنوبي من القناة وسط رياح شديدة الثلاثاء الماضي معطلة عمليات الشحن العالمية بعد غلق أحد أكثر الممرات البحرية ازدحاما في العالم.
ويمر نحو 15 في المئة من حركة الشحن العالمية في القناة وتنتظر مئات السفن المرور في القناة حال انتهاء إغلاقها.
رفعت كراكات نحو 20 ألف طن من الرمال من حول مقدمة السفينة بحلول أمس الجمعة. وقالت شركة هولندية تعمل لتعويم سفينة حاويات عملاقة جانحة في قناة السويس إن من الممكن تحرير السفينة في غضون الأيام القليلة المقبلة إذا كان من شأن قاطرات ثقيلة وعمليات جارية لتجريف الرمال من حول مقدمتها ومد مرتفع إزاحتها من مكانها.
وقالت ثلاثة مصادر مطلعة على عمليات قناة السويس، لرويترز، إنه تقرر استئناف عمليات التعويم بعد ظهر، السبت، وإن مزيدا من الجهود من المقرر بذلها مساء اليوم وصباح غد الأحد، لكن تلك المصادر قالت إنه سيكون من الضروري إزالة المزيد من الرمال المحيطة بالسفينة من أجل إعادة تعويمها.
وقال بيتر بيردوفسكي المدير التنفيذي لشركة بوسكاليس للبرنامج التلفزيوني الهولندي نيوزر في وقت متأخر أمس الجمعة: “نهدف إلى إنجاز ذلك بعد مطلع الأسبوع، لكن يتعين أن يعمل كل شيء في اتجاه تحقيق ذلك”.
وتملك بوسكاليس شركة سميت سالفيج التي جيء بها في الأسبوع الماضي لتعزيز جهود هيئة قناة السويس لتعويم السفينة.
وقال بيردوفسكي: “المقدمة عالقة فعلا في الطبقة الرملية. لكن مؤخرة السفينة لم تندفع بالكامل في تلك الطبقة، وهو أمر إيجابي. يمكننا محاولة استخدام ذلك باعتباره أداة لتحريرها”.
وأضاف: “ستصل في مطلع الأسبوع قاطرات ثقيلة مجموع طاقاتها 400 طن. نأمل أن نتمكن بفضل مزيج من القاطرات وتكريك الرمال حول مقدمة السفينة ومد مرتفع من تحريرها في مطلع الأسبوع”، مشيرا إلى الأسبوع الذي يبدأ يوم الاثنين.
ووجه رئيس وزراء مصر مصطفى مدبولي الشكر، السبت، إلى الشركاء الأجانب الذين عرضوا المساعدة في تعويم السفينة.
ارتفاع أسعار الشحن
زادت أسعار الشحن لناقلات المنتجات النفطية إلى المثلين تقريبا بعد جنوح السفينة وأثر غلق القناة على سلاسل الإمدادات العالمية مهددا بحدوث تأخيرات باهظة التكلفة للشركات التي تعاني أصلا بسبب قيود كوفيد-19.
وإذا استمر إغلاق القناة طويلا قد تقرر شركات الشحن تغيير مسار السفن لتدور حول رأس الرجاء الصالح، وهو ما يضيف أسبوعين إلى الرحلات بالإضافة إلى المزيد من تكاليف الوقود.
وقال رئيس هيئة قناة السويس: “لم يتحرك أحد من شركات الشحن المتوقفة لرأس الرجاء الصالح، وإحنا مش هنمنع حد، دي حرية، لكن ده محصلش”.
وأضاف ربيع أن 321 سفينة تنتظر لدخول أو مواصلة رحلاتها عبر القناة. وقال مصدر في صناعة الشحن إن من بينها سفن حاويات وناقلات بضائع وغاز طبيعي مسال أو غاز نفطي مسال.
وشاركت 14 قاطرة حتى الآن في جهود إعادة تعويم السفينة إيفر غيفن، على الرغم من أن بوسكاليس وسميت سالفيج حذرتا من أن استعمال قوة زائدة على الحد لقطر السفينة يمكن أن يلحق بها الضرر.
وقال بيردوفسكي إن رافعة برية ستصل خلال أيام وهو ما يمكن أن يخفف حمولة إيفر غيفن وذلك من خلال إنزال حاويات، لكن خبراء حذروا من أن عملية من هذا النوع يمكن أن تكون معقدة وطويلة.
وقال بيردوفسكي: “إذا لم ننجح في تحريرها الأسبوع المقبل (الذي يبدأ يوم الاثنين) فسيتعين علينا إنزال نحو 600 حاوية من مقدمة السفينة لتخفيف الوزن”.
ومضى قائلا: “هذا سيؤخرنا أياما على الأقل لأن المكان الذي سنترك فيه تلك الحاويات سيكون لغزا إلى حد بعيد”.