اخترق الدولار الأمريكي حاجز 10 آلاف ليرة لبنانية لأول مرة في تاريخ البلد، مع استمرار انهيار عملته المتآكلة أصلا بسبب الأزمة المالية والاقتصادية غير المسبوقة، وفشل الجهود لتشكيل حكومة جديدة وسط تحذيرات من حدوث كارثة.
وقال متعاملون في بيروت السبت إن الليرة اللبنانية هوت في أسبوعين بأكثر من 1500 لتصل إلى حوالي 10100 ليرة مقابل الدولار الأمريكي السبت، بعد أن كانت حوالي 8 آلاف ليرة منتصف الشهر الماضي مقابل سعر صرف رسمي عند 1507 ليرات للدولار.
تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي:
السلع الأساسية قفزت 3 أضعاف
وأدى انهيار الليرة إلى استمرار ارتفاع أسعار الوقود والسلع الأساسية التي قفزت بأكثر من 3 أضعاف في أقل من عام، وهي مرشحة لمزيد من الارتفاع في الأسابيع المقبلة.
وأثار ارتفاع الأسعار احتجاجات عنيفة أمس في عدد من المدن بما فيها مدينة صيدا الجنوبية ثالث أكبر مدينة في لبنان ومناطق أخرى شملت حرق إطارات السيارات وقطع طرق وهتافات ضد الحكومة.
لابوادر لتشكيل حكومة إنقاذ
وقال متعامل: ”هذه أول مرة يتخطى فيها الدولار هذا المستوى في لبنان، وهذا أمر مخيف بالطبع.. هناك توقعات أن يستمر في الارتفاع في غياب أية بوادر بتشكيل حكومة إنقاذ.“
وقال مدير الأبحاث في ”بنك بيبلوس نسيب غبريل“ الجمعة إنّ ارتفاع سعر صرف الدولار ”ناتج عن عوامل عدّة، منها أزمة السيولة وأزمة الثقة التي أدت إلى شحّ تدفق رؤوس الأموال من الخارج، وعدم وجود سلطة تنفيذية قادرة أن تأخذ قرارات“.
وأضاف: ”القطاع الخاص والمواطنون والمغتربون والمجتمع الدولي، بحاجة إلى أن يروا تطبيقا للإصلاحات على الأرض.. الثقة أصبحت متدنية إلى مستوى أنه لم يعد يكفي فقط تشكيل حكومة ووضع خطة جديدة، بل يجب بدء تطبيقها“.
وفي تقرير نشرته السبت حذرت صحيفة ”اللواء“ اللبنانية من أن التحركات الاحتجاجية الممتدة على جميع الأراضي اللبنانية قد تصبح ضاغطة في الفترة المقبلة.
سعر الصرف الرسمي 1507
ولا يزال مصرف لبنان (البنك المركزي) يتمسك بسعر الصرف الرسمي البالغ 1507 على الرغم من تآكل أصوله في الفترة الأخيرة بسبب دفع ديون وفوائد مستحقة وتمويل واردات من الوقود والسلع الأساسية بمليارات الدولارات.
ووصلت الأصول الخارجية للبنك إلى مستوى مقلق وهو نحو 24.09 مليار دولار بنهاية عام 2020، وهو أدنى مستوى لها منذ كانون الثاني/ ديسمبر عام 2009.
وأظهر تقرير للبنك أن أصوله الخارجية خسرت ما يقارب 13 مليار دولار في عام واحد، إذ بلغت حوالي 37 مليار دولار بنهاية عام 2019، فيما قال خبراء إن هذا الهبوط الكبير يعتبر مثيرا للقلق نظرا لأنه يحد من قدرة البنك على تمويل الواردات بالدولار الأمريكي.