تواصل الليرة اللبنانية رحلة هبوطها مقابل الدولار الأميركي بخطى تبدو متسارعة، مع غياب أي انفراج سياسي على مستوى تشكيل الحكومة العتيدة، رغم الضغوط الدولية في هذا الاتجاه ورهن أي مساعدات بتدابير إصلاحية صارمة تلجم الفساد والهدر.
فبعد اختراق سعر صرف الدولار حاجز 8 آلاف ليرة مسجلاً 8150 ليرة حداً أقصى مساء أمس الأربعاء، حققت العملة الأميركية مزيداً من المكاسب أمام نظيرتها اللبنانية اليوم الخميس، حيث يجري تداول الدولار في السوق السوداء منذ ما قبل الظهر بهامش بين 8350 ليرة للشراء، و8425 ليرة للمبيع.
كما ارتفع سعر العملة الأوروبية الموحدة، ويجري تداول اليورو حالياً بسعر بين 9864 ليرة للشراء و9953 ليرة للمبيع.
هذا وقد حافظ الدولار الأميركي في سوق بيروت المالية الرسمية على استقراره، وأقفل على سعره الوسطي المعتمد ثابتاً منذ العام 1997 والبالغ 1507.5 ليرات، وفقاً لنشرة “مديرية القطع والعمليات” في مصرف لبنان المركزي.
وقد أعلن المركزي، في بيان منفصل، اليوم الخميس، تحديد سعر التداول في العملات بين الدولار الأميركي والليرة اللبنانية لدى الصرافين (الشرعيين المرخصين منه) عبر التطبيق الإلكتروني “sayrafa” على سعر بين 3850 ليرة و3900 ليرة للدولار الواحد.
بدورها، أعلنت “نقابة الصرافين” تسعير سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة لليوم الخميس حصراً، بهامش متحرّك بين الشراء بسعر 3850 ليرة حداً أدنى والبيع بسعر 3900 ليرة حداً أقصى.
وتؤدي سلسلة عوامل إلى إضعاف أداء الليرة اللبنانية، أبرزها الإخفاق السياسي في تشكيل حكومة برئاسة سعد الحريري خلفاً لحكومة حسّان دياب المستقيلة، وانخفاض احتياطي العملات الأجنبية لدى المصرف المركزي، وتداعيات كورونا على الاقتصاد، والانهيار النقدي والمالي الذي يكابده البلد منذ أواخر العام 2019 حتى الآن.