لا يزال القلق يسيطر على الأسواق مدعوماً بمخاوف حيال التبعات الاقتصادية الناجمة عن تصاعد حالات الإصابة بكوفيد-19. وحذر مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي والبنك المركزي الأوروبي من أن التوقعات الاقتصادية تظل ضبابية. وارتفعت حالات الإصابة بفيروس كورونا بأكثر من 100 بالمئة في 13 ولاية أميركية على مدى الأسبوعين الفائتين، بينما تجاوز عدد الحالات عالميا 52.45 مليوناً، مما يدعم الحاجة لمزيد من التحفيز.
فتحت مؤشرات الأسهم الرئيسية في وول ستريت على زيادة إذ قفز سهما ديزني وسيسكو بعد إعلان نتائج فصلية إيجابية، رغم أن المستثمرين ما زالوا قلقين حيال فرض قيود بسبب ارتفاع وتيرة الإصابات بفيروس كورونا.
وصعد المؤشر داو جونز الصناعي 123.73 نقطة، بما يعادل 0.43 بالمئة، إلى 29203.90 نقطة، وفتح المؤشر ستاندرد آند بورز 500 على زيادة 15.56 نقطة، أو 0.44 بالمئة، إلى 3552.57 نقطة، وارتفع المؤشر ناسداك المجمع 85.35 نقطة، أو 0.73 بالمئة، إلى 11794.94 نقطة.
حركة العملات
هبط الدولار وتراجع الإقبال على المخاطرة في أسواق العملات، إذ تسببت المخاوف بشأن التبعات الاقتصادية لارتفاع الإصابات بكوفيد-19 في أوروبا والولايات المتحدة في تخفيف الحماس المبدئي بشأن لقاح محتمل.
وارتفعت الأسواق العالمية بعد أن قالت فايزر إن لقاحها التجريبي فعال بأكثر من 90 بالمئة، وهو النبأ الذي أدى لارتفاع الدولار إذ أغلق المتعاملون مراكزهم الدائنة بالين.
لكن المتعاملين أصبحوا أكثر عزوفا عن المخاطرة يومي الخميس والجمعة، بعد أن شدد رئيسا مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي والبنك المركزي الأوروبي على أن التوقعات الاقتصادية ما زالت تخيم عليها الضبابية.
ونزل الدولار في المعاملات المبكرة في لندن، وانخفض نحو 0.1 بالمئة خلال الجلسة بحلول الساعة 0817 بتوقيت غرينتش إلى 92.884 مقابل سلة من العملات. فيما واصل الين، الذي يُعتبر ملاذا آمنا والذي هبط نحو اثنين بالمئة مقابل الدولار يوم الاثنين، تعويض بعض خسائره، وارتفع نحو 0.1 بالمئة إلى 105.07.
وعلى الرغم من الارتفاع، فإن الين ما زال متجها صوب أسوأ أسبوع منذ مارس/ آذار. واستقر الدولار الأسترالي، وهو مؤشر على السيولة في المخاطر، بوجه عام خلال الجلسة وانخفض قليلا خلال الأسبوع، إذ تفوق الحذر بشأن التداعيات الاقتصادية للفيروس على تفاؤل حيال لقاح.
وتراجع الدولار النيوزيلندي 0.2 بالمئة مقابل الدولار إلى 0.6823، لكنه ارتفع في الأسبوع بعد أن قفز لأعلى مستوياته منذ مارس/آذار 2019 بعد اجتماع مجلس الاحتياطي النيوزيلندي يوم الأربعاء.
وارتفع اليورو قليلا خلال الجلسة إلى 1.18105 دولار بحلول الساعة 0824 بتوقيت غرينتش، قبل صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو في الربع الثالث بحلول الساعة 1000 بتوقيت غرينتش. ومقابل الفرنك السويسري الذي يُعتبر ملاذا آمنا، واصل اليورو مكاسبه التي حققها في وقت سابق من الأسبوع، وارتفع ما يزيد عن واحد بالمئة في الأسبوع ككل إلى 1.08105 بحلول الساعة 0841 بتوقيت غرينتش.
انخفاض الأسهم الأوروبية للأسبوع الثاني
انخفض المؤشر القياسي للأسهم الأوروبية الجمعة، متجهاً صوب اختتام ثاني أسبوع متعاقب من المكاسب على انخفاض، إذ فاقمت زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا مخاوف من الضرر الذي سيلحق باقتصاد القارة في أشهر الشتاء المقبلة.
وتراجع المؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية 0.3 بالمائة بحلول الساعة 08:05 بتوقيت غرينتش بعد أن قفز في وقت سابق من الأسبوع بفضل تفاؤل إزاء العمل على لقاح لكوفيد-19. وربح المؤشر نحو 12 بالمائة في الأسبوعين الفائتين، إذ تلقى الدعم أيضاً من الآمال إزاء مناخ تجاري عالمي أكثر هدوءاً في ظل الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن.
وخسر المؤشر كاك 40 الفرنسي 0.1 بالمئاة، إذ قال رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس إنه لن يكون هناك تخفيف فوري لإجراءات عزل عام ثانية لمكافحة انتشار كوفيد-19، مع ارتفاع أعداد الحالات المحجوزة بالمستشفيات حالياً عن ذروة الموجة الأولى.
وقاد مؤشر الطاقة الانخفاض، ليتراجع 1.4 بالمائة فيما انخفضت أسهم قطاعي البنوك والسفر ما يزيد عن 0.8 بالمائة في التعاملات المبكرة.
كذلك انخفض سهم مجموعة الكهرباء الفرنسية إي.دي.إف 0.3 بالمائة، بعد أن أعلنت الشركة انخفاض الإيرادات في الربع الثالث، إذ أثرت جائحة كوفيد-19 سلباً على طلب الكهرباء وضغطت على إنتاج الطاقة النووية في فرنسا.
انخفاض أسعار النفط
نزلت أسعار النفط اليوم الجمعة، إذ تتعرض لضغوط جراء مخاوف حيال تباطؤ تعافي الاقتصاد العالمي وطلب الوقود بسبب زيادة الإصابات بكوفيد-19، لكن السوق تظل على مسار تحقيق مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي بدعم من آمال بشأن لقاح.
وبحلول الساعة 07.41 بتوقيت غرينتش، نزل خام برنت 51 سنتا أو ما يعادل 1.2 بالمئة إلى 43.02 دولارا للبرميل، بعد أن انخفض 0.6 بالمئة أمس الخميس. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 66 سنتا أو ما يعادل 1.6 بالمئة إلى 40.46 دولارا للبرميل، بعد أن خسرت 0.8 بالمئة أمس الخميس.
وفي الأسبوع، يتجه الخامان القياسيان لارتفاع بنحو تسعة بالمئة. وفرضت بيانات حكومية أميركية ضغطا إضافيا على الخام، إذ زادت مخزونات النفط في الولايات المتحدة 4.3 ملايين برميل الأسبوع الماضي مقارنة مع انخفاض متوقع 913 ألف برميل.
وقال كويتشي موراكامي المحلل لدى دايتشي كوموديتيز “يجني المستثمرون الأرباح من موجة ارتفاع في الآونة الأخيرة إذ تثبط التوقعات القاتمة للاقتصاد العالمي المعنويات في ظل زيادة حادة لحالات فيروس كورونا وقيود اجتماعية جديدة”.
وأضاف “من المتوقع أن تظل أسعار النفط تخضع لضغوط الأسبوع القادم إذا استمر تفشي الجائحة في التسارع في أجزاء عديدة من العالم”.
الذهب مستقر
استقرت أسعار الذهب في نطاق ضيق اليوم الجمعة، لكن المعدن الأصفر يتجه صوب تكبد أول خسارة أسبوعية منذ سبتمبر/ أيلول إذ دعمت الآمال في لقاح الأصول مرتفعة المخاطر في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
وبحلول الساعة 0601 بتوقيت غرينتش، صعد الذهب في التعاملات الفورية 0.2 بالمئة إلى 1879.11 دولارا للأوقية (الأونصة). وفي الأسبوع، انخفض الذهب 3.7 بالمئة. وربحت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2 بالمئة إلى 1877.10 دولارا.
وقال إدوارد مير المحلل لدى إي.دي آند إف كابيتال ماركتس “هناك قدر من التحول المحدود في الحالة النفسية للسوق” مضيفا أن الناس يدركون أن توزيع اللقاح بشكل كبير سيستغرق وقتا بينما الحاجة لإشاعة حالة من الارتياح فورية..
واستقر مؤشر الدولار لكنه على مسار تحقيق مكسب أسبوعي 0.8 بالمئة. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، استقرت الفضة عند 24.22 دولارا للأوقية. وارتفع البلاتين 0.7 بالمئة إلى 885.60 دولارا، بينما صعد البلاديوم 0.5 بالمئة إلى 2342.45 دولارا.
انخفاض مؤشر نيكي
أغلق مؤشر نيكي في بورصة طوكيو على انخفاض اليوم الجمعة، منهيا مكاسب استمرت على مدى ثماني جلسات متعاقبة، إذ تقوضت معنويات المستثمرين بسبب مخاوف جراء ارتفاع جديد لحالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا المستجد داخل اليابان وخارجها.
ونزل مؤشر نيكي القياسي 0.53 بالمئة إلى 25385.87 نقطة. وابتعد المؤشر أكثر عن قرب أعلى مستوى في ثلاثة عقود الذي بلغه في الجلسة السابقة، لكنه قلص خسائره لاحقا ليغلق قرب أعلى مستوى في 29 عاما.
وفي الأسبوع، ربح مؤشر نيكي 4.36 بالمئة ما يرجع إلى حد كبير لتفاؤل إزاء تعافي الاقتصاد غذته بيانات واعدة لتجارب على لقاح.
ونزل المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1.33 بالمئة إلى 1703.33 نقطة. وهبطت جميع مؤشرات القطاعات الفرعية في بورصة طوكيو البالغ عددها 33 باستثناء واحدا.
وأغلقت المؤشرات الرئيسية لوول ستريت على انخفاض حاد أمس إذ ارتفعت الإصابات اليومية بكوفيد-19 فوق 100 ألف لليوم الثامن على التوالي، ويدرس المستثمرون الجدول الزمني لتوزيع واسع للقاح فعال للفيروس.
وسجلت اليابان رقما قياسيا مرتفعا للإصابات بمقدار 1634 حالة جديدة أمس الخميس وفقا لما ذكرته هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية.
ونزلت شركات الطيران نحو 3.6 بالمئة إذ ينتاب المستثمرين القلق من أن ارتفاعا آخر في الإصابات بالفيروس قد يؤدي إلى تجدد قيود على الحركة.
وهبط سهم إيه.إن.إيه هولدينغز 4.8 بالمئة وخسر سهم الخطوط الجوية اليابانية 1.92 بالمئة.
وأقبل المستثمرون على شراء بعض أسهم الشركات التي استفادت من البقاء في المنازل، إذ ارتفع سهم نينتندو 1.08 بالمئة وصعد سهم سوني 1.81 بالمئة.
ونزل سهم راكوتين ما يزيد عن 2.9 بالمئة بعد أن تكبدت الشركة خسارة تشغيلية 60.52 مليار ين في الأشهر التسعة المنتهية في 30 سبتمبر / أيلول.
وارتفع سهم نيسان موتور 8.75 بالمئة بعد أن قلصت الشركة توقعاتها للخسارة السنوية التشغيلية 28 بالمئة .