عمليّة نوعيّة للمقاومة في سلفيت تهزّ كيان الاحتلال وتقتل ثلاثة جنود
الناشف: لحوار عاجل مع سورية حول النازحين… وضدّ أيّ حماية في ملفات الفساد
خلاف التيارين الأزرق والبرتقالي يهزّ الحكومة قبيل زيارة بومبيو وعشية اجتماعها
كتب المحرّر السياسيّ – البناء
شغلت العملية النوعية التي نفذتها المقاومة في فلسطين، واستهدفت جنود الاحتلال وقتلت ثلاثة منهم وجرحت رابعاً، قادة كيان الاحتلال وجيشه، وبدت تحولاً ثانياً نوعياً في عمل المقاومة وتهديدها صورة الكيان وجيشه، بعد صواريخ غزة التي سقطت في تل أبيب، ومثلما بدا عجز كيان الاحتلال أمام الصواريخ سبباً لتسويق التبريرات، هرباً من المواجهة، بدا جيش الاحتلال عاجزاً عن فعل شيء، بحجم إثبات أن يده لا تزال هي العليا.
التحوّلات النوعية التي تشهدها فلسطين تتم في سياق نهوض محور المقاومة وتنامي مقدراته، كما قالت الانتصارات التي تسجلها قوى محور المقاومة في سورية، حيث الاجتماع المتوقع بين رؤساء أركان جيوش سورية والعراق وإيران اليوم يتمّ تحت عنوان مواصلة استرجاع الجغرافيا السورية من تحت سيطرة الإرهاب.
وفي سياق ردّ الاعتبار لقدرة «إسرائيل» وحماية مصالحها يصل وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو إلى بيروت يوم الجمعة المقبل، حاملاً من قادة كيان الاحتلال العروض المنقوصة التي تستهدف ثروات لبنان في النفط والغاز بيد، وبيد أخرى التهديدات الأميركية المالية للبنان، فيما الحكومة اللبنانية منقسمة خصوصاً في القضايا التي بدت محور تجاذب بين رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل، وفي مقدّمتها ملف النازحين والرؤية المتناقضة لموقع مؤتمر بروكسل الذي يعتبره الحريري مصلحة لبنانية، وينظر إليه باسيل كمصدر للتآمر على مصالح لبنان بالسعي لمنع عودة النازحين. وجاء خطاب باسيل ليومين متتاليين وتركيزه على ما يدور حول ملفات الفساد بصورة تتمحور على المسؤولية عن المالية العامة، التي تتوجه أصابع الاتهام فيها إلى الرئيس فؤاد السنيورة، ليشعل وسائل التواصل الاجتماعي بمواقف لتيار المستقبل ونوابه، ضد الوزير باسيل.
التصعيد بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر يأتي عشية انعقاد مجلس الوزراء يوم الخميس، وقبيل زيارة بومبيو، بصورة طرحت تساؤلات حول مدى قدرة الاجتماع الحكومي على مقاربة القضايا الكبرى والملفات الساخنة.
رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف الذي تحدّث في عشاء الحزب بمناسبة ميلاد زعيمه ومؤسسه انطون سعاده، وحضرته شخصيات دبلوماسية وسياسية، اعتبر أن الحوار الحكومي بين لبنان وسورية خصوصاً حول ملف النازحين ضروري وملح وعاجل، مشيراً إلى انتصارات محور المقاومة في سورية والعراق ولبنان وتقدّم روح المقاومة في فلسطين، رافضاً أن يحظى أي مسؤول بالحماية والحصانة في ملفات الفساد.
وأكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف أن عودة النازحين الشاميين إلى أرضهم ومنازلهم، هي حق من حقوقهم وينبغي أن لا يقف أيّ عائق سياسي دون العمل الجادّ والتفاوض المسؤول لإعادتهم إليها. وليس هناك أيّ ذريعة مقبولة لعدم التفاوض السياسي المباشر مع دولتهم لتنظيم عودتهم، وللتعاون الواضح والمباشر مع الدول الصديقة وفي مقدّمها روسيا الاتحادية لتفعيل هذه العودة وتسريعها. وقال في كلمة ألقاها خلال حفل العشاء الذي أقامه الحزب السوري القومي الاجتماعي في فندق الحبتور إننا نعمل ونؤيد العمل للدولة القوية وللنظام القوي الذي يعطي الحق لمستحقيه، والعدالة لطالبيها، والحرية لسائليها. وإننا مع فتح كلّ الملفات، ومع رفع كلّ الحصانات، ضمن نطاق وأطر القانون، لأنّ شعبنا يريد أن يعرف الحقيقة. ولا يمكن أن يسلس شعب قياده لحكام يخفون عنه الحقيقة كلّ الحقيقة. وشدد على أنّ الحرب على لبنان والعراق، وعلى الأخصّ على الدولة السورية من الدول العريقة في الاستعمار وفي امتصاص دم الشعوب، ومن «إسرائيل»، ومن ربيباتها، ومن المجموعات الإرهابية، ما هي إلا حرب على الحلقة المركزية لمحور المقاومة، الغاية منه إسقاط هذا الموقع الصلب، ليسقط الدور، وإنّ صمود الدولة السورية رئيساً وجيشاً وشعباً ومقاومة، وتحقيقهم الانتصار تلو الآخر سيبقى رمزاً وحافزاً ودرساً لكلّ الشعوب التائقة للتحرّر والرافضة الرضوخ لجبر، وغطرسة، وصفاقة المعتدين. وثمّن الدور الذي قامت به روسيا والصين لنشر مظلة حماية بالفيتو من العدوانية الأميركية فوق الأراضي السورية، وللمساعدات العسكرية التي قدّمتها روسيا الاتحادية وإيران. وقال كنا ولا نزال وسنبقى نقاوم، ونشارك ونؤيد المقاومة، ومحور المقاومة لاستعادة كلّ أرض فلسطين، رافضين أية مساومة أو أية صفقة على حقنا فيها كلها.
من ناحية أخرى، دخل التأزم السياسي على خط العلاقة بين تكتل لبنان القوي وتيار المستقبل على خلفية مؤتمر بروكسيل وما سبقه من سياسات لجأ إليها الرئيس سعد الحريري أزعجت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والوزير جبران باسيل في ما خصّ تغييب الوزير المعني بملف النازحين صالح الغريب عن المؤتمر، وما تبع ذلك من مواقف على جبهتي ميرنا الشالوحي بيت الوسط الذي خرجت مصادره منتقدة أداء باسيل ومستغربة حرص الأخير على الإسراع في الإنجاز بعد أقل من شهرين من التأليف في حين أنه عطل تشكيل الحكومة طوال 9 أشهر.
ما تقدم دفع وزير الخارجية جبران باسيل الى الكشف أمس، أنه كان مرغماً على أن يكون وزيراً وذلك من اجل التيار الوطني الحر والرئيس والبلد وقال: «انشالله بأوّل فرصة بقدر اطلع كرمال حالي ومصلحتي وموقعي». واعتبر باسيل في المؤتمر العام السنوي للتيار الوطني الحر أن الحديث عن الرئاسة هو أذى للتيّار وللرئيس وللبلد، مؤكداً أن التيار لا يحيد عن وضع مصلحة البلد فوق أي مصلحة أخرى.
ولفت وزير الخارجية الى «أننا اليوم في قِمة المسؤولية وليس في قِمة السلطة». وقال: «نحن في حكم منبثق من الناس ولأجل الناس وليس على الناس، وأي تصرّف او سلوك سلطوي يقضي على شرعية السلطة». أوضح باسيل أن التيار الوطني الحر هو اوّل تيار يختار النظام النسبي بالانتخابات، مشيراً الى أنه الاوّل الذي ينتخب الرئيس من القاعدة الشعبية ويكشف ميزانيته السنوية ويصدّق عليها.
في غضون ذلك أكد المستشار الإعلامي لرئاسة الجمهورية رفيق شلالا، في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن «المعلومات التي يتم تداولها على مواقع التواصل عن صحة الرئيس عون لا أساس لها»، مشيراً إلى أننا نستعد الأسبوع المقبل لزيارة رسمية إلى موسكو ومن ثم إلى القمة العربية في تونس، وفي وقت لاحق سنلبي دعوة رسمية لزيارة الصين.
وفيما علمت «البناء» أن باسيل أوعز الى مسؤولي تكتل لبنان القوي عدم الدخول في سجال مع تيار المستقبل او الرد على مواقف مسؤوليه، توقفت مصادر نيابية في «لبنان القوي» لـ«البناء» عند انزعاج الرئيس الحريري وتيار المستقبل من مواقف الوزير باسيل المحقة والمنطقية من قضية النازحين ومطالبته بالإنتاجية في الحكومة، مشدّدة على أن لا تفسير لمن لا يروق له هذا الدفع من قبلنا للقيام بالإصلاحات ومحاربة الفساد وتفعيل عمل المؤسسات الا ان هناك بعض الفرقاء لا يريد العمل، مشددة على ان هذه السياسة لن تجدي نفعاً وبالأخص على مستوى مساعدات سيدر المرتبطة بكثير من الإصلاحات فضلاً عن إقرار الموازنة التي لم يبدأ مجلس الوزراء بعد بدراستها. واعتبرت المصادر أن سياسة الحريري الجديدة منذ عودته من السعودية وصولاً الى مصالحته المفاجئة مع الوزير السابق أشرف ريفي، توحي انه يتجه الى مقاربة الأمور بطريقة مختلفة قد تخلق توتراً داخل مجلس الوزراء. وقالت المصادر يخطئ من يظن اننا نريد إطاحة التسوية، فنحن مصرون عليها لكننا في الوقت عينه لن نقبل التلكؤ في انجاز المشاريع المطلوبة والتعيينات وغير ذلك.
الى ذلك، تلاقى السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم مع الوزير باسيل في الموقف من مؤتمر بروكسل، فأكد أنه «لو أن المؤتمرات يهمها النازحون لكانت استطاعت إزالة العقوبات عن سورية»، مشيراً إلى أن «كلام الوزير باسيل هو الواقع، لأن هناك قوى سياسية تريد بقاء النازحين لأهداف سياسية»، مشدداً على أن «العلاقة بين سورية ولبنان مميزة».
أما على خط تيار المستقبل، فالتصعيد سيد الموقف في وجه باسيل، وشددت مصادر «المستقبل» لـ«البناء» على ان السياسة الباسيلية الراهنة ستقضي على التسوية السياسية التي أكدت ضرورة الاستقرار السياسي بالدرجة الاولى، لا سيما ان الجميع يدرك ويعرف أن أي تقدم أو تطور على الصعيد الاقتصادي يجب أن يكون مرتبطاً بالاستقرار السياسي الذي يعرّضه التيار الوطني الحر للاهتزاز. وشدّدت المصادر على أن مَن يريد العمل جدياً يناقش الملفات على طاولة مجلس الوزراء بدل المنابر الإعلامية التي تؤجج الشارع.
وفيما لا يزال الرئيس الحريري موجوداً في باريس التي زارها لإجراء بعض الفحوص الطبية، لم يعرف بعد إذا كان رئيس الحكومة سيدعو الى جلسة لمجلس الوزراء الخميس.
وكان لافتاً ما أعلنه وزير الاقتصاد السابق رائد خوري أن «التسوية لم تسقط، لكن هناك اختلاف في نقاط عدة أهمها في ملف الكهرباء ولم نصل بعد إلى اتفاق في هذا الملف»، قال: «إذا لم نتمكن من حل ملف الكهرباء خلال شهر أو شهرين ستطير الحكومة، لأننا لا نريد إفشال العهد».
وأكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن مواجهتنا للفساد مدعومة بالأدلة والأرقام، وهي لا تستهدف جهة أو طائفة، وإنما تستهدف الأفراد المفسدين، ليتوقفوا عن إفسادهم وفسادهم، وسنعمل على المتابعة من خلال مجلس الوزراء، وآلية إقرار المشاريع بالمناقصات، وتفعيل أجهزة الرقابة، واقتراح وإقرار القوانين من خلال المجلس النيابي، والمحاسبة عبر القضاء والمواكبة الشعبية، لنطوّق الفساد والمفسدين من النواحي المختلفة وبالأشكال المختلفة التي ستبرز وستظهر تباعاً إن شاء الله.