صحيفة الأخبار
حسن اللقيس: وزير «خدماتيّ»
لم يبتعِد حسن اللقيس يوماً عن الواجهة، لكنه صار تحت الأضواء بعدما اختاره الرئيس نبيه برّي وزيراً للزراعة. ليست المرة الأولى التي يُتداوَل فيها اسمه ليكون وزيراً. حصل ذلك ثلاث مرات في الماضي، قبل أن يحالفه الحظ في الحكومة الجديدة. رئيس المكتب التربوي المركزي في حركة أمل منذ عام 2014 وحتى تاريخه، وعضو المكتب السياسي للحركة بين العامين 2012 و2014، كان مدير الملف الطلابي بين عامي 2005 و2007، أي في عزّ الانقسام السياسي في البلاد بين فريقي 8 و14 آذار. المحاضر في كلية الهندسة ضمن ملاك الجامعة اللبنانية منذ عام 2000، يقول عنه عارفوه إنه كان يقوم بمهمات نائب أو وزير، قبل نيله لقب «معاليه». فمكتبه مفتوح للخدمات، وخاصة للبقاعيين. يحمل اللقيس دكتوراه في هندسة الميكانيك من جامعة تولوز – فرنسا، وديبلوم الدراسات المعمّقة من الجامعة عينها، وديبلوم في هندسة الميكانيك من جامعة تشرين ــ سوريا.
كميل أبو سليمان… محامٍ في الأسواق المالية
هو ليس جورج عدوان ولا أنطوان زهرا. هكذا يصفه عارفوه للقول بأنه ليس قواتياً «صرف». حين زار رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب للمرة الأولى، لم يكُن كميل أبو سليمان يتوقع أن يعرض عليه رئيس القوات في لقائهما الثاني أن يكون وزيراً للعمل. بالطبع، سرعان ما وافق. تذكره معراب بأنه ابن شاكر أبو سليمان «رئيس الرابطة المارونية في زمن الحرب اللبنانية، والداعي الأول إلى تجنب الحرب بين «الأخوة» والعمل على وحدة الموقف المسيحي». هو «شخصية ناجحة»، على حد تسويق القواتيين له. فالمحامي المقيم في لندن «معروف في كل الأوساط القانونية والاقتصادية وضليع في ملفات عدة، ويملك شركات ناجحة في الخارج». بدأ مهنته محامياً في نيويورك في 1982. وفي عام 1986، وهو في السابعة والعشرين من عمره، انتخب في مكتب المحاماة الذي كان يعمل لديه، ليكون بذلك الشريك الأصغر سناً في تاريخ المكتب. وهو محامٍ لمجموعة من الدول في إصدارها للسندات في الأسواق المالية العالمية، ومنها مصر، الأردن، المغرب وتونس.
منصور بطيش: وزير الإصلاح الضريبي
يأتي وزير الاقتصاد والتجارة منصور بطيش من عالم المصارف، حيث تكوّنت خبرته العملية والمهنية، ولكنه يحمل فكراً ليبرالياً اجتماعياً، كما يعرّف عن نفسه. مؤمناً بدولة الرفاه، وداعياً إلى التحوّل نحو اقتصاد منتج مؤنسن، يراعي البيئة ويوزع المكاسب بين رواد الأعمال والعمال، ويوسّع مشاركة النساء.
ولد بطيش في عام 1954، في فاريا ــ كسروان. يحمل الجنسيتين اللبنانية والفرنسية. متزوج المحامية ندى القسيس (من الخيام في الجنوب)، ولهما 4 أولاد وبنات. تخرّج من جامعة القديس يوسف، ونال إجازة في إدارة الأعمال (1980) وماجستير في علوم المال والمصارف (1982). وبدأ عمله في «فرنسبنك» منذ عام 1974، وتدرّج فيه حتى تعيينه مديراً عاماً للبنك في عام 2005، وعيّن في مجالس إدارات مصارف ومؤسسات تابعة وشقيقة في لبنان والخارج.
عُيِّن عضواً في المجلس الاقتصادي الاجتماعي في عام 2017، ويتولى رئاسة لجنة القضايا الاقتصادية العامّة فيه. كذلك عُيِّن في لجنة الدراسات في جمعية مصارف لبنان منذ عام 1999، وتولى رئاسة هذه اللجنة في عام 2008، وهو رئيسها لمرة ثانية منذ عام 2013.
له مؤلفات ومقالات عدّة في المسائل المالية والاقتصادية والاجتماعية. وصدر له كتاب عن دار سائر المشرق بعنوان «المالية العامة: إيرادات الدولة اللبنانية، واقع وتطلعات»، يبيّن فيه ضعف مساهمة الريوع والأرباح في الجهد الضريبي مقارنةً بالبلدان الأخرى الشبيهة بلبنان، ويظهر مدى اتساع التهرّب الضريبي والإعفاءات المقوننة وغير المقوننة، ويدعو إلى إصلاح النظام الضريبي وجعله أكثر عدالة وكفاءة.
محمد داوود داوود… ابن القرى السبع
حينَ كان يُسأل الرئيس نبيه برّي عن أسماء وزرائه في الحكومة الجديدة، كان يُجيب دائماً بأن هذا الأمر «يدرسه بينه وبين نفسه، وأنه قد يضيف أو يلغي إلى قائمة الوزراء الذين يريدهم، وهو في طريقه إلى القصر الجمهوري قبل دقائق من إعلان أي حكومة». هذه عادة برّي الذي غالباً ما كان يترُك أسماء وزرائه قيدَ الكتمان. وإن كان معظهم معروفاً ومتداولاً، يظل هناك اسم واحد، هو «المفاجأة» التي لا يتحدث عنها برّي، ولا تعرف إلا ساعة إعلان الأسماء. هذه المرة، جاء دور محمد داوود ليكون وزيراً للثقافة، بعد معلومات تحدّثت عن اعتذار السيدة مليحة الصدر، ابنة الإمام المغيب السيد موسى الصدر عن عدم تولّي هذا المنصب. الإجابة الأولى عند السؤال عن داوود في أوساط حركة أمل، أنه «ابن الشهيد داوود داوود، من أوائل الذين أطلقوا عمل المقاومة مع الشهيد محمد سعد»، وكان «الشهيد رئيساً للهيئة التنفيذية في الحركة سابقاً». لكن من خلال السيرة الذاتية للوزير، يتبيّن أنه بعيد عن العمل الحزبي، وأقرب إلى الشأن الأكاديمي. فهو فضّل دراسة الطب في الجامعة الأميركية حين بلوغه سنّ الثامنة عشرة، وتخرّج من الجامعة الأميركية بعد أن تخصص بالجراحة العامة. ابن الثامنة والثلاثين، يبدو أنه لم يكُن هو نفسه يعلم باختياره وزيراً للثقافة من قبل برّي. فبعد محاولة الاتصال به، تبيّن أنه مقيم في المملكة العربية السعودية منذ سنوات، ويعمل طبيباً في مستشفى سند في الرياض، كما تقول عائلته التي تقيم في بلدة بدياس في قضاء صور، وهو في الأصل من بلدة طربيخا، إحدى القرى السبع التي اقتُطِعت من لبنان لحساب العدو الصهيوني.
غسان عطالله… من التظاهرة إلى الوزارة
يصعب الوقوع على صورة من تظاهرات التيار الوطني الحر القديمة والحديثة، لا يقف في صفوفها الأمامية غسان عطالله. الشاب الذي عمل طويلاً في قضاء الشوف، أكان من خلال منصبه السابق منسقاً لهيئة قضاء الشوف، أم من خلال ملف المهجرين، أسقط كل أعذار رفاق النضال العونيين بعدم القدرة على تبوّؤ منصب من دون دعم القيادة أو رئيس الجمهورية. فعطالله كان من أركان الفريق المعارض وأقيل من مهمته منسقاً في هيئة تيار الشوف التي أسهم في تأسيسها وتطويرها لتصبح واحدة من أقوى الهيئات بين الأقضية. إلا أن عطالله لم يستسلم، وأكمل عمله كأن شيئاً لم يكن، مصمّماً على تحقيق طموحه الذي تمثل بترشيح التيار له عن المقعد الكاثوليكي. وبعد سنوات من الحركة الدائمة، تمكن من فرض نفسه بقوة الأمر الواقع على التيار في محطات شعبية عدة وفي الانتخابات الحزبية، فحجز لنفسه مكاناً على لائحة التيار في الانتخابات النيابية الأخيرة، في الشوف من دون أن يحالفه الحظ بالفوز؛ لكنه خرج بعدد أصوات تفضيلية غير قليلة في ظل خوض معركته بجيوب فارغة. لكنه أثبت أنه يمكن شاباً محدودَ الدخل أن يقارع وليد جنبلاط في ملعبه فيخيفه، رغم أن مرشح المختارة الخصم ليس إلا المياردير الكاثوليكي نعمة طعمة. ويوم أمس، صار عطالله وزيراً للمهجَّرين، الملف الذي يتابعه منذ زمن ويحفظ كل تفاصيله.
ريشار قيومجيان… ابن «انتفاضة» جعجع
لم يحالف الحظّ ريشار قيومجيان في الانتخابات النيابية عامي 2009 و2019، نتيجة عدم التحالف بين القوات وتيار المستقبل في بيروت. لكن قيومجيان نال تعويضه بلقب وزير للشؤون الاجتماعية. بهذه الجملة يختصِر القواتيون السبب وراء اختيار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لابن بطحا في كسروان. لكن هذه المكافأة ليسَت «عالفاضي». فطبيب الأسنان، «استحقها نتيجة سيرته النضالية في القوات اللبنانية، بعد أن بدأها في مصلحة الطلاب، وكان من الأسماء الأساسية التي هيأت لانتفاضة الحكيم وتسلمه رئاسة الحزب عام 1986»، يقول قواتيون. من العسكر والسياسة سينتقل قيومجيان كاسم أراد من خلاله جعجع القول إن «القواتي الحزبي الناجح أمامه فرصة للانتقال إلى الشأن العام». دفعته ظروف اعتقال رئيس حزبه للهجرة إلى الولايات المتحدة الأميركية، فاستكمل عمله الحزبي من الخارج مع القواتيين المقيمين هناك، وتابع الكتابة، وكان من الذين عملوا لإطلاق سراح جعجع من السجن قبل عام 2005.
ألبرت سرحان… القاضي الوزير
وزير العدل الجديد، ألبرت سرحان، قاضٍ في مجلس شورى الدولة منذ عام 1997، وهو المستشار القانوني التابع للمجلس في وزارة الطاقة والمياه في كل ما يختص بمنشآت النفط، بمعنى أنه الرقيب القانوني على كل القرارات الصادرة عن الوزير. خرج سرحان إلى التقاعد بداية العام الماضي، ليتسلّم منصباً شرفياً برتبة رئيس غرفة لدى مجلس شورى الدولة. ابنه حزبي ملتزم في التيار الوطني الحر، وكان عضواً في هيئة الكورة. سرحان من مواليد عام 1950، بطرام الكورة، وهو أستاذ محاضر في معهد الدروس القضائية في القانون العام، وفي كلية الحقوق في جامعة الروح القدس ــ الكسليك.
فادي جريصاتي… عونيّ «أباً عن جد»
الحديث عن «مناضلي» التيار الوطني الحر يقود إلى مجموعة أسماء، أبرزها فادي جريصاتي الذي عُيّن وزيراً للبيئة. ينشط الأخير في التيار منذ التسعينيات، ويتحدر من عائلة عونية. والده كان المدير العام للقصر الجمهوري عندما كان رئيس الجمهورية ميشال عون رئيساً للحكومة، ووالدته رئيسة هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل، وهي من أكثر المقربات إلى عون منذ الثمانينات. كان يفترض بفادي، العضو في الحلقة الضيقة للوزير جبران باسيل، أن يتسلم وزارة الزراعة قبل أن يتعذر على التيار الحصول عليها، فتوكل إليه «البيئة». وفعلياً، لجريصاتي تجارب بيئية، أهمها تنظيمه المؤتمر الثامن عشر للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغير المناخي. قبيل تعيينه وزيراً، كان يرأس جمعية «الطاقة الوطنية اللبنانية»، وكان عضواً في اللجنة التنظيمية لمؤتمر الطاقة الاغترابية اللبنانية. وجريصاتي من زحلة، مواليد 1972، يحمل شهادة في الإدارة العامة والعلوم السياسية من الجامعة الأميركية في بيروت.
عصام الغريب… وزير النازحين
بعد رفض «احتكار» الحزب التقدمي الاشتراكي للتمثيل الدرزي في الحكومة، اختار رئيس الجمهورية ميشال عون، عصام الغريب، المحسوب على النائب طلال أرسلان، ليكون وزير دولة لشؤون النازحين. اختيارٌ من المفترض أن يُريح فريق «العهد» في المرحلة المقبلة، في معركتهم بمواجهة «المجتمع الدولي»، حول عودة النازحين السوريين إلى بلدهم. الغريب هو ابن شقيق شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ ناصر الدين الغريب، من مواليد كفرمتى عام ١٩٨٠. يشغل الوزير الجديد حالياً منصب المدير العام لشركة «حشمة لوجيستكس غروب»، وشارك في مؤتمرات اقتصادية ودورات تدريبية عدّة. كذلك فإنّه يحمل إجازة بكالوريوس في إدارة الأعمال من الجامعة اللبنانية الأميركية، واشتغل سابقاً في شركة «ترانسميد» لغاية عام ٢٠١٨.
ندى بستاني… المستشارة
استكمالاً لعهد «المستشارين» في وزارة الطاقة والمياه، تأتي ندى بستاني خوري، لتتسلم «الشعلة» من الوزير سيزار أبي خليل، المستشار سابقاً في الوزارة عينها. الشابة التي تبلغ من العمر ٣٥ عاماً، هي من قضاء كسروان – الفتوح. عاشت فترةً في الاغتراب، حيث تابعت دراساتها العليا في الإدارة بفرنسا، وعملت لمدة ٤ سنوات في الاستراتيجيات المالية والعملية لإعادة هيكلة عدد من الشركات الدولية. في الـ٢٠١٠، عادت لتعمل مع وزارة الطاقة والمياه على تنفيذ ورقة سياسية لقطاع الكهرباء في لبنان. لم تقف خدماتها الاستشارية عند حدود الكهرباء، بل قدّمت رؤيتها لمشاريع تتعلّق بالهيكلة التنظيمية لوزارة الطاقة والمياه ومؤسساتها. ومن حينه، تعمل خوري مستشارةً لوزير الطاقة. ندى بستاني خوري، مُلتزمة في التيار الوطني الحرّ، وعُينت عام ٢٠١٦ منسقة اللجنة الاستشارية للطاقة والمياه في لبنان.
حسن مراد… وزير «كسر الاحتكار»
بعد شهرين من الأخذ والردّ بشأن تمثيل «اللقاء التشاوري» وهوية الوزير المختار، سحب الرئيس ميشال عون أمس اسم حسن عبد الرحيم مراد. اسم كان يُعَدّ «استفزازياً» لرئيس الحكومة سعد الحريري، الذي رفع سابقاً «الفيتو» في وجه توزيره. أهون على الحريري أن «يتجرّع» تسمية أي مُمثل عن «اللقاء التشاوري»، بمن فيهم النائب عبد الرحيم مراد، إلا نجله حسن. السبب أنّ الأخير هو المسؤول التنفيذي في البقاع الغربي، والمُنافس المُباشر لتيار المستقبل على الصعيد الخدماتي والسياسي والإنمائي.
يتولّى مراد مسؤوليات عدّة، فهو المدير العام لمؤسسات «الغد الأفضل» منذ الـ2004، ونائب رئيس الجامعة اللبنانية الدولية للعلاقات العامة بفروعها كافة منذ عام 2005. كذلك فإنّه رئيس جمعية الارتقاء والعمل الاجتماعي، وعضو مكتب سياسي في حزب الاتحاد ومسؤول قطاع الشباب، وعضو كلّ من الهيئة الإدارية لجمعية التنمية الاجتماعية – الثقافية والهيئة الإدارية لجمعية الوفاء الاجتماعية – الثقافية والمؤتمر القومي العربي. ما لم تتضمنه السيرة الذاتية الرسمية، أنّ حسن مراد يتولّى الإشراف على بناء المؤسسات الاجتماعية والسياحية لـ«الغد الأفضل» في البقاع. أنشأ فريق إطفاء لمعالجة الحرائق في الأحراج والزواريب الضيّقة داخل البلدات، إضافةً إلى فريق جرف الثلوج الذي يتولّى فتح الطرق خلال فصل الشتاء. ولادته في ساو باولو – البرازيل، لم تُبعده عن الأرض والعمل في البقاع الغربي. هو ابن الـ43 عاماً، الذي يُعرّف عن نفسه بأنّه «فلّاح ابن فلّاح»، وتلقاه يتنقل في شوارع بيروت على الدراجة النارية، تحايلاً على زحمة السير. يُدير الماكينة الانتخابية لحزب الاتحاد، ويتولّى العلاقات الخارجية لـ«الاتحاد» في بلدان الانتشار، وتحديداً أميركا اللاتينية.
محمود قماطي… الأمين العام لقوى 8 آذار!
من الميدان، إلى العمل الحزبي، وصولاً إلى تمثيل حزب الله على طاولة مجلس الوزراء. هو محمود قماطي، ابن ضاحية بيروت الجنوبية، الذي أصبح وزير الدولة لشؤون مجلس النواب. وُلد قماطي في حارة حريك عام 1953، يُعَدّ من الرعيل المؤسِّس للمقاومة الإسلامية في لبنان. انتماؤه الجغرافي إلى جبل لبنان، أدى دوراً أساسياً في اختياره من قبل حزب الله، لتولّي حقيبة وزارية. تاريخه الحزبي شكّل رافداً أساسياً له. فمن الجبهات ومواجهة العدوّ في الميدان، إلى التنقل بين مسؤوليات مركزية عدّة في «الحزب». آخر مهماته كانت تولّيه منصب نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله، قبل أن يتركه للتفرّغ لمتابعة ملفّ العلاقات مع الأحزاب اللبنانية.
قماطي أبٌ لسبعة أولاد، وجدّ لـ11 حفيداً وحفيدة، عمل لفترةٍ أستاذاً للغة العربية وآدابها في مدارس رسمية عدّة. أما أكاديمياً، فاختار التخصص في علم الاجتماع السياسي، فحصل على دبلوم دراسات عليا. يُحب قماطي ممارسة الرياضة، وتحديداً لعبة كرة القدم. من يعرفه، يتحدّث عن شخصية مُحببة ومُثقفة، وصاحب نكتة. أما في لقاء الأحزاب الوطنية، فقماطي موصوف بـ«ضابط الإيقاع». كان يؤدي دوراً أشبه بـ«الأمين العام لأحزاب 8 آذار».
جميل جبق: وزير حزب الله… غير الحزبي
منذ أن تمسّك حزب الله بالحصول على وزارة الصحة، «المهمة والتي هي على تماس مع المواطنين» (بحسب ما يُقال داخل فريق ٨ آذار السياسي)، وُضع معياران من أجل اختيار الوزير الجديد: أن ينتمي إلى منطقة البقاع، وأن يكون طبيباً مُلمّاً بملفات وزارته. نتيجة المزاوجة بين المعيارين، ظهرت في اختيار الطبيب جميل جبق، ابن بلدة مقنة في بعلبك، المولود في عام ١٩٥٦. هو اختصاصي في الأمراض الداخلية، ورئيس قسم الأطباء في مستشفى الساحل، وعضو في جمعية أعضاء القلب الأوروبية. درس الطب في كرواتيا، قبل أن يُكمل اختصاصه في مستشفى المقاصد ومستشفى الجامعة الأميركية في بيروت. الأب لأربعة أولاد، حاضر سابقاً في الجامعة اللبنانية، وعمل في خمسة مستشفيات، قبل أن يستقرّ في «الساحل».
أصرّ حزب الله على اعتماد التقسيم المناطقي في اختيار الوزراء. وكان من الطبيعي أن تُخصص منطقة البقاع، «خزّان المقاومة»، بوزارة خدماتية أساسية. وعدم اشتراط حزب الله أن يكون وزيره مُنتمياً إلى التنظيم الحزبي، سهّل اختيار جبق. فعديل النائب علي المقداد، ليس حزبياً بالمعنى التقليدي للكلمة. خلفيته تُشبه علي المقداد ونوار الساحلي وبلال فرحات وطراد حمادة. تشرح مصادر في ٨ آذار خيار جبق بأنه «ضنين بالدولة وبالشعب وبمصالحه». يبدو ذلك ردّاً غبر مباشر على التهديدات الأميركية بفرض عقوبات في حال تسلُّم «الحزب» لوزارة الصحة. لذلك، اختير شخص من «جوّ المقاومة»، ويُدرك تفاصيل «الصحة». وسيكون هناك اتّكال أساسي على فريق العمل، المؤلف من حزبيين بدأوا منذ أشهر بمتابعة ملفات وزارة الصحة.
أفيوني…. ميقاتيّ حريريّ مصرفيّ
الاسم الأول على اللائحة التي كانت تضم خمسة أسماء، وقدّمها رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي لرئيس الحكومة سعد الحريري، كان عادل أفيوني. طرابلسي، مواليد الـ١٩٦٩، كان يمضي معظم وقته في الخارج، تحديداً لندن، حيث يملك منزلاً. أفيوني هو خرّيج مدرسة «الليسيه الفرنسية» في عاصمة الشمال، وابن واحدة من «العائلات الطرابلسية» المعروفة التي لديها علاقات مميزة مع كل القوى السياسية. والده كان المدير العام للتعاونيات في طرابلس. لا يستفزّ اسم عادل أفيوني الحريري، ما يُفسّر مسارعة رئيس الحكومة إلى اختياره، إلى درجة أنّ بعض المقرَّبين من الحريري يعتبرون وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات، محسوباً على تيار المستقبل. فأفيوني مؤيد لميقاتي في طرابلس، وفي الوقت عينه غير معادٍ للحريري على المستوى الوطني.
حصل أفيوني على شهادتَي ماجستير في هندسة الاتصالات والعلوم المالية من باريس. في السيرة الذاتية، يُعرّف بأنه «مدير ومسؤول مصرفي وخبير في اقتصاد الدول الناشئة وفي الأسواق المالية والعالمية». وشغل مراكز قيادة في قطاع الأسواق المالية وتمويل الدول والمؤسسات والمشاريع. اختار ميقاتي عضو مجلس إدارة جمعية المسؤولين المصرفيين اللبنانيين العالميين، ليكون ممثله في الحكومة، بزعم أنه «خارج منظومة الفساد السائدة، ولا يستفزّ أيّاً من القوى السياسية».
فيوليت الصفدي… الإعلامية الوزيرة
ليس اسماً «طارئاً» على الشأن السياسي. كان رئيس الحكومة سعد الحريري، يرغب في أن تكون رئيسة جمعية «أكيد فينا سوا» وجمعية «صفدي الثقافية» ومركز «الصفدي الثقافي» والمديرة التنفيذية لـ«مجموعة الصفدي القابضة»، مُرشحته إلى الانتخابات النيابية في أيار الماضي عن المقعد الأرثوذوكسي في طرابلس. شاءت الحسابات السياسية ألّا تترشح فيوليت، ويكتفي آل الصفدي بدعم لائحة تيار المستقبل، على الصعد كافة. عاد اسم فيوليت، المستشارة الإعلامية السابقة في وزارتَي الاقتصاد والمالية، ليبرز من جديد مع مشاورات تشكيل الحكومة. فاعتُبر إسناد مقعد وزاري إليها، «جائزة ترضية» للوزير السابق محمد الصفدي، بعد وقوفه إلى جانب «المستقبل» خلال الانتخابات النيابية، مواجهاً بشراسة رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي. إلا أنّه جرت مواجهة خيرالله، من «داخل البيت» الأرثوذوكسي، فاعترض على طرح اسمها للتوزير عدد من أبناء الطائفة، الذين لا يعتبرونها «مُمثلة» عنهم، وعملوا على نقل اعتراضهم إلى مطارنة الروم. خفت اسم فيوليت إعلامياً، من دون أن يعني تراجع الحريري عن تسميتها.
قبل أن تُصبح معروفة كـ«زوجة محمد الصفدي»، بدأت فيوليت مسيرتها المهنية عام 2000 مذيعة في المؤسسة اللبنانية للإرسال، ثم مقدمة برامج على «أم تي في»، حتى الـ2011. هي حالياً عضو الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، ونائبة رئيس جمعية الأهل لدعم التوحد AAA، وعضو في المجلس الإداري النسائي لبرنامج المرأة والسياسة العامة في كلية كينيدي في جامعة هارفرد، وعضو في مجلس أمناء جامعة سيدة اللويزة، حيث تتابع دراساتها العليا في مجال العلاقات الدولية والدبلوماسية. لا تعتبر أنّ حصولها على وزارة من دون صلاحيات («وزيرة دولة لشؤون التأهيل الاجتماعي والاقتصادي للشباب والمرأة»، وهي التسمية التي أثارت سخط كثير من النسويات) سيُشكّل رادعاً أمام عملها، «فيكفي أن يكون لدى الشخص النية للعمل»، ينقل المقربون عنها، مؤكدين أنّ فريقَ عمل مؤسسة الصفدي في بيروت، سيكون فريقَ عملها الوزاري.