أهدي هذه الجائزة إلى أهل بيروت خصوصاً (*)

أهدي هذه الجائزة إلى أهل بيروت خصوصاً (*)
أهدي هذه الجائزة إلى أهل بيروت خصوصاً (*)

فؤاد مخزومي

اسمحوا لي في البداية أن أشكر التحالف العالمي من أجل الأمل على تكريمي بهذه الجائزة القيمة التي أقبلها بالنيابة عن كافة الأشخاص الذين يعانون جرّاء العنف والتطرف في منطقة الشرق الأوسط والعالم. فهذه الجائزة تؤكد على إيماني المطلق بقدسية الحياة الكريمة وتُجسد كفاحي المستمر في سبيل الكرامة والعدالة.
للأسف، يكاد لا يمرّ يوم من دون أن تتداول وكالات الأنباء مشاهد وصور الموت والدمار في سوريا والعراق وليبيا وأفغانستان واليمن وغيرها. وفيما بدأ هذا الواقع المرير منذ سنوات قليلة فقط في هذه الدول، فإن لبنان سبق ونال حصته من العنف الذي أنتجته حربان أهليتان مدمرتان عصفتا بالبلاد بعد الحرب العالمية الثانية.
في الشأن السوري، تفيد أرقام الأمم المتحدة أن الأزمة أدت إلى نزوح أكثر من 6.6 مليون شخص داخلياً، وتهجير أكثر من 5.6 مليون سوري إلى خارج بلادهم. إن معاناة العائلات السورية كبيرة بفعل أعمال العنف التي أودت بحياة مئات الآلاف من الأشخاص، ومزقت البلاد وأدت إلى تراجع المستوى المعيشي في سوريا بشكل كبير. ونظراً لمعاناة كلّ أولئك الأبرياء، قررت وزوجتي أخذ زمام المبادرة وبذل كل ما نستطيع لمساعدة النازحين السوريين في لبنان من خلال مؤسستنا، من أجل الحدّ من معاناتهم وتخفيف الأعباء على اللبنانيين الذين يتعاملون مع 1.5 مليون لاجئ سوري، في وقت لا يتجاوز فيه عدد سكان لبنان الـ5 ملايين نسمة.
تعمل مؤسسة مخزومي التي أنشأتها منذ العام 1997، وتترأسها زوجتي مي، على مساعدة الشباب اللبناني بعد النزاعات الطائفية المدمرة التي عصفت ببلادنا، وذلك من خلال توفير التدريب المهني، بالإضافة إلى تأمين برامج الرعاية الصحية والقروض الصغيرة والمشاريع التنموية. وبفضل قيادة ميّ وعملها الدؤوب، تمكنت المؤسسة منذ إنشائها من تقديم أكثر من 2.5 مليون خدمة وأسهمت في تمكين اللبنانيين ومساعدتهم في اكتساب مهارات جديدة في مجالات مختلفة. فقد وفرنا التدريب لأكثر من 160 ألف لبناني في مجال المهارات التقنية، ودعمنا 10 آلاف قرض صغير أفضت بمعظمها لإنشاء مؤسسات تجارية. والمميز في عملنا أن معظم المستفيدين هم من النساء والشباب.
ومنذ عام 2011، شمل عمل المؤسسة اللاجئين السوريين، وذلك بالشراكة مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، واليونيسف، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، واليونسكو، والاتحاد الأوروبي، ومنظمات دولية أخرى.
وأنا كعضو في البرلمان اللبناني، من واجبي الأخلاقي مساعدة النازحين السوريين من خلال تعزيز قدرات الأفراد والعائلات عبر تزويدهم بالتعليم والتدريب ليتمكنوا من إعالة عائلاتهم والعيش بكرامة واكتساب مهارات عمل ستكون ضرورية لهم حين يعودون إلى وطنهم.
إنه حمل ثقيل لا يستطيع لبنان تحمله وحده. وإذ نشكر المنظمات الدولية على المساعدة التي تقدمها، نؤكد أننا نحتاج إلى السلام، نحتاج إلى أن تتوقف الحرب! ونحن كلّنا أمل بأن الجهود المبذولة، ومنها مبادرات التحالف العالمي من أجل الأمل، ستكون قادرة على تمهيد الطريق نحو السلام حول العالم.
إن العالم بأكمله عرضة للإرهاب، وأنا كعربي مسلم أعلن إدانتي لكافة أشكل العنف وإيماني بالتسامح والانفتاح على الآخر من خلال الحوار، وقبول واحترام الاختلافات الثقافية وحرية التعبير.
سيداتي وسادتي، أشكركم مجدداً على هذا التكريم، واسمحوا لي بأن أهدي هذه الجائزة إلى اللبنانيين عموماً وأهل بيروت خصوصاً.
وأخيراً وليس آخراً، أريد أن أهدي هذه الجائزة إلى زوجتي ميّ التي لطالما وقفت إلى جانبي وإلى ذكرى ابننا الراحل رامي الذي أطلق مبادرات وبذل جهوداً ملهمة وحثيثة لمحاربة الإرهاب.

(*) كلمة النائب فؤاد مخزومي في حفل عشاء “التحالف من أجل الأمل” في 27 أيلول 2018.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى