أتحفتنا صحيفة "الأخبار" صباح اليوم الإثنين بتقرير طويل عن عرض العمر الذي لا يستفيد منه لبنان: عرض إيراني للبنان: أدوية بـ"البلاش"!
الهدف الترويج لشراء أدوية جينيريك مصنّعة في إيران حيث تكلفة الدواء أقلّ بتسعين بالمئة. مصانع الأدوية الإيرانية دعت وفداً إعلامياً لبنانياً ليعود ويشيد بالتطوّر الطبي الإيراني ويدين غباء الدولة اللبنانية الفاسدة ومحسوبيات شركات الأدوية والتنفيعات. لا شكّ في أن النقطتين الأخيرتين صحيحتان – فساد الدولة ومافيا شركات الأدوية – لكن صحّة العالم ليست لعبة ولا يجوز أن يكون تعويم سوق الأدوية في بلد آخر من مسؤولية اللبنانيين إطلاقاً.
دعوة كاريتاسية يطرحها الإيرانيون بنقل تقنيات إنتاج الدواء وتصنيعه إلى لبنان بهدف خفض كلفة الدواء عوضاً عن الاعتماد على شركات الأدوية الكبرى ذات الأسعار الغالية الثمن. وحاولت الصحيفة الإضاءة على هذا الملف وكيف تعمل الدولة الإسلامية على إعطاء لبنان صنارة صيد بدل إعطائه سمكة.
قد فات صحافيي "الأخبار" ما تكتبه الصحف الإيرانية وما تنقله الوكالات العالمية. في صحيفة "آرمان أمروز" الإيرانية تقرير عن تأثير عقوبات الولايات المتحدة على قطاع الصحة وعن نقص في المواد الطبية العادية المكافحة للعدوى.
بشّرتنا "الأخبار" بأن إيران يمكن أن تدخل الى سوق الدواء اللبناني في ظلّ الحديث عن تسلّم حزب الله وزارة الصحة في الحكومة الجديدة، في حين تبشرنا التقارير أن الوحدات العلاجية لأمراض السرطان في إيران تعاني نقصًا حادًا في الأدوية والمعدات الطبية.
وكالة العمّال الإيرانية نقلت قبل يومين أن أزمة نقص الأدوية والأدوات الطبية، وصلت إلى حد أن بعض الوحدات العلاجية الخاصة بمرضى القلب، يضطر لاستخدام الأدوات أكثر من مرة؛ لعدم توافر بديل لها في ظل اختفاء واحتكار الأدوية والوسائل الطبية. في حين ذكرت معلومات أن السلطات أغلقت 40 صيدلية؛ بعد تسجيلها مخالفات من قبيل عدم بيع أدوية لمواطنين، واحتكار أصناف أدوية للأمراض الخطيرة. كذلك تحدّثت تقارير عن حالات عدة لبيع أدوية منتهية الصلاحية ومغشوشة في "السوق السوداء"، في ظل أزمة سقوط العملة المحلية وموجة غلاء الأسعار التي تشهدها البلاد.
فأي بلد وأي وزير فيه ذرّة من الضمير يدخل لبنان واللبنانيين بمعمعة خطرة ومميتة كالتي يقرع لها الطبول من فَرحوا بجولة على مصانع الأدوية الإيرانية.
شكراً على الصنارة، وعلى السمك، وعلى الحسك. كلّها مردودة مع الشكر.