صحيفة الحياة
في اليوم الـ102 على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة اللبنانية، وبعد مسار من التعقيدات السياسية التي وقفت حائلاً دون ولادة حكومة مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية (أجريت في أيار – مايو الماضي)، وفي ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية، خرج دخان «رمادي» من القصر الجمهوري بعد لقاء رئيس الجمهورية ميشال عون مع الحريري (راجع ص5).
وكان الحريري وصل إلى القصر بعد لقاء في مقر إقامته في «بيت الوسط» مع رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل. وحمل في جعبته مسودة تشكيلة حكومية تنتظر جواب عون.
وإذ سرت بعد لقاء الحريري – باسيل معلومات عن «أفكار تسهيلية» ترافق مشاورات ربع الساعة الأخير، خرج الحريري من اجتماعه مع عون معلناً أنه «سلّم لرئيس الجمهورية صيغة حكومة وحدة وطنية لا ينتصر فيها أحد على الآخر».
وأضاف: «الصيغة لا أحد يملكها إلا فخامة الرئيس وأنا، ولم تُناقش مع أحد وأفكارها أخذتها من كل القوى، وهي ليست موجودة إلا عند الرئيس وعندي وسنستكمل المشاورات. أنا متفائل».
ولاحقاً، صدر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي:
«تسلم فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد الظهر (أمس) من دولة الرئيس المكلف سعد الحريري صيغة مبدئية للحكومة الجديدة. وقد أبدى فخامة الرئيس بعض الملاحظات حولها استناداً إلى الأسس والمعايير التي كان حددها لشكل الحكومة، والتي تقتضيها مصلحة لبنان. وسيبقى فخامة الرئيس على تشاور مع دولة الرئيس المكلف تمهيداً للاتفاق على الصيغة الحكومية العتيدة».
وكان المشهد الحكومي شهد تحولاً أمس، بدأه الحريري بلقائه باسيل.
وقالت مصادر القصر الجمهوري لـ «الحياة» إن اللقاء «تطور إيجابي»، و»لنرَ ما سيقدمه الرئيس المكلف إلى الرئيس عون ليبنى على الشيء مقتضاه. وربما تحصل تشكيلة حكومية في اليومين المقبلين وربما لا، وفق الاتفاق الذي سيتم. ربما تحصل حلحلة وربما لا».
وإذ نفت المصادر أن يكون عون «بصدد إجراء مشاورات مع الكتل النيابية»، قالت: «ما قد يفعله هو إرسال كتاب إلى البرلمان لوضعه في أجواء المشاورات وآخر التطورات. هذا ضمن الخيارات المتاحة لرئيس الجمهورية وفق الدستور».
مصادر نيابية قالت لـ «الحياة» إنها تتوقع أن تكون «الأيام المقبلة مفصلية بالنسبة إلى تشكيل الحكومة، إذ إن الأمور بدأت تتبلور وتصبح أكثر وضوحاً». وقالت مصادر مقربة من «التيار الوطني الحر» إن «الصيغة التي قدمها الحريري ثلاثينية مختلفة عن التشكيلات السابقة، وتراعي تمثيل الكتل، وتتضمن توزيعاً للحقائب وحصص الكتل من دون أسماء، وهي محاطة بتكتم شديد إفساحاً في المجال لدرسها. رئيس الجمهورية والرئيس المكلف وحدهما على علم بتفاصيل الصيغة». أما مصادر «بيت الوسط» فأكدت أن الحريري حمل معه إلى قصر بعبدا، «مسودة حكومية هي بمثابة صيغة حل وسط».