الجمهورية
أكّدت روسيا أنّها ستردّ دبلوماسياً وعسكرياً على أكبر تدريبات لـ«الناتو» منذ العام 2002 في النروج، بينما أعادت الولايات المتحدة رسمياً أمس تأهيل الأسطول الثاني لقوّاتها البحرية، الذي تعود جذوره إلى فترة الحرب الباردة بهدف ردع روسيا في مياه المحيط الأطلسي.
وأكد قائد عمليات القوات البحرية الأميركية، الأدميرال جون ريتشاردسون، في كلمة ألقاها خلال مراسم خاصة لإطلاق عمل الأسطول الثاني في قاعدة نورفولك في ولاية فيرجينيا أنه يجب على أميركا الاحتفاظ بميزاتها التنافسية والهيمنة في البحر. وشدّد ريتشاردسون على أن الأسطول الثاني سيكون عليه العمل في ظلّ «نهضة روسيا» مثلما نشط خلال فترة الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفياتي.
وقال: «الأسطول الثاني سيطور قدراتنا على المناورة والقتال في مياه البحر الأطلسي، وبالنتيجة سيدعم التغلب الأميركي في البحر، الأمر الذي سيؤدي إلى ضمان أمن ونفوذ وازدهار أمّتنا».
من جانبه، أشار الفريق أدرو وودي ليويس، الذي تولّى قيادة هذه القوة البحرية إلى أنّ هدفه يتمثل بـ»بناء أسطول مستعدّ للقتال»، لدرجة ستمكن بلاده من تفادي المعارك.
وأكد مسؤول من البحرية الأميركية أن هذه الخطوة تأتي لتعزيز مواقع الولايات المتحدة بحرياً تحسباً لاندلاع مواجهة مع روسيا. ولفت المسؤول إلى أن بلاده «لا تبحث عن معركة، لكن السبيل الأفضل لتفاديها يكمن في امتلاك قوة بحرية مسلحة أكثر فتكاً في القتال، مع الاستمرار بتعزيز تحالفاتنا وتوسيع علاقات الشراكة التي نقيمها».
وتأسس الأسطول الثاني للبحرية الأميركية عام 1950 مع اندلاع الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة، وكان قد تمّ تفكيكه عام 2011 أثناء ولاية الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، الذي تعهّد في بداية حكمه باتباع نهج لإعادة إطلاق العلاقات بين البلدين.
روسيا
في المقابل، أعلن السفير المتجوّل لوزارة الخارجية الروسية، ومندوب روسيا لدى مجلس القطب الشمالي، فلاديمير باربين، أمس أن بلاده ستردّ دبلوماسياً وعسكرياً على أكبر تدريبات لـ»الناتو» منذ العام 2002 والتي ستجري في النروج في شهري تشرين الأول وتشرين الثاني المقبلين، بمشاركة نحو 40 ألف جندي و150 طائرة و70 سفينة حربية.
وفي منتدى «الجيش 2018» المنعقد في ضواحي موسكو، أشار الدبلوماسي إلى أن التوتر في العلاقات بين روسيا والغرب ألقى بظلاله على منطقة القطب الشمالي، حيث «ضربت العقوبات المفروضة على موسكو مشاريع في قطاع النفط والغاز، وجرى طيّ اتصالات عسكرية، ويتمّ توريط حلف شمال الأطلسي في أمور المنطقة وتعزيز الوجود العسكري لـ»الناتو» بالقرب من الحدود الروسية».
ولفت باربين إلى اتفاق تمّ التوصل إليه حول تشكيل قيادة جديدة لقوات «الناتو» المشتركة ومقرها العام قاعدة نورفولك البحرية في ولاية فيرجينيا الأميركية، ستكون مسؤولة عن حماية المواصلات في منطقة القطب الشمالي وشمال المحيط الأطلسي.
كما أشار إلى إعادة الولايات المتحدة تشكيل الأسطول الثاني الذي تمّ تفكيكه بعد انتهاء الحرب الباردة والذي تتواجد سفنه غالباً في شمال المحيط الأطلسي.
وشدّد على أنّ «كل هذه العوامل يجب أخذها بعين الاعتبار وبلورة ردود ضرورية دبلوماسية وعسكرية في وقت مناسب»، مؤكّداً أنّ خيار روسيا «لا يزال كما كان وهو حلّ تفاوضيّ متمدّن لجميع الخلافات من أجل ضمان السلام والاستقرار في منطقة القطب الشمالي عبر تطوير التعاون الدولي».
وقد أعربت روسيا مراراً عن قلقها إزاء النشاط غير المسبوق «للناتو» قرب حدودها الغربية.
زيارة بوتين الى السعودية
أعلن نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف أن العمل جار على تحضير زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السعودية، تلبية لدعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
وأوضح بوغدانوف، وهو الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أمس أن موعد الزيارة المتوقعة يتوقف على جدول أعمال بوتين.
وكان الملك سلمان قد دعا الرئيس بوتين إلى زيارة بلاده لمواصلة المشاورات على أرفع مستوى، أثناء استقباله في الكرملين من قبل الرئيس الروسي في تشرين الأول من العام الماضي، وذلك في أول زيارة رسمية للملك السعودي إلى موسكو توّجت بتوقيع حزمة واسعة من الاتفاقات المهمة بين الدولتين.
ميركل
استبعدت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل أمس انضماماً سريعاً لجورجيا الى حلف شمال الأطلسي، وذلك بعد 10 سنوات على تعهّد قادة الحلف بانضمام الجمهورية السوفياتية السابقة إليه.
وقالت ميركل خلال لقاء مع طلاب في جامعة تبيليسي الوطنية في العاصمة الجورجية: «لا أرى انضماماً سريعاً (لعضويّة) للحلف الاطلسي، هذا موقف ألمانيا». وقالت في أول محطة لها في رحلتها إلى جنوب القوقاز «الأمور تحصل تدريجيّاً».
وفي خطوة رمزية توجّهت ميركل ايضاً الى الحدود الإدارية مع أوسيتيا الجنوبية، حيث أقام حرس الحدود الروس سياجاً شائكاً.