أخبار عاجلة
خلاف بولندا- أوكرانيا يستعر: نكء جراح "مذبحة فولين" -
بخاخ أنفي واعد قد يبطئ تدهور أدمغة مرضى ألزهايمر -

بريجيت التي تحب المغرب ومنتخب أسود الأطلس

اختار أن يزين عربته التي يجرها حمار، بالعلم الوطني المغربي وصورة الملك محمد السادس، مع شعار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وطوّق المقدمة بورود وأزهار، لكن الألوان الكاشفة والغبار العالق، فضحت أنها أزهار وورود بلاستيكية.
يطوف الأزقة والشوارع الخلفية للمدينة، وعلى شفتيه ألحان قروية، يدندن بكلمات تم الاعتداء على حروفها لتنصاع للإيقاع الذي يحب. واضح أنه يقتبس من ألحان أخرى ويؤلف من عندياته.
يكلم حماره أن يتوقف، علمه لغة وإشارات خاصة يتواصل بها معه. الحمار صار هو كذلك يفهم قبل أن ينطق مولاه. ما أن يرى قمامة مركونة جنب الرصيف حتى يتباطأ ويحرك أذنيه الطويلتين، كأنما يحث صاحبه على إطلاق الإشارة المعلومة.
حاولت عدم إثارة انتباهه، عندما التقطت له صورا بكاميرا هاتفي، كان يدلي نصفه داخل فتحة صندوق قمامة، كأنه واحد من فريق التفتيش الدولي عن أسلحة الدمار الشامل في عراق صدام حسين.
لكني أردت أن أتحدث معه. أن أكلمه وأسمع إليه.
– السلام.
– عليكم السلام.
– أعجبتني طريقة تزيينك للكروسة (العربة).
– وماذا سيعمل الواحد؟ !
– واضح أنك تحب وطنك المغرب.
– المغرب بلادنا والملك ملكنا.
– مزيان (جيد).
– ولكنك ما قشعت والو.. (لم تر شيئا)
– آه.. الحمار…
– لا.. ليس حمارا هذا حاشاك.
– أعزك الله..
– هذي راها حمارة.. وحمارة ونص..
– ما فهمتش.. هل تتكلم وتنطق؟
– كثير كي نشرح لك.. بالنسبة ليا هاذ الحمارة أحسن من بني آدم كلو..
نظرت إلى الحمارة، فاكتشفت أنها تضع كحلا فوق عينيها البقريتين، وشدقها كأن عليه سواك.
سألته:
– وما اسمها؟
– اسمها؟ اسمها بريجيت.. للا بريجيت..
– بريجيت باردو أو بريجيت زوجة الرئيس الفرنسي!
– ما كنعرفش أنا رئيس فرانسا ولا مرتو..
– وو…
– بريجيت مرتي أنا.. اللي كنت مزوج بها مللي كنت زماغري (مهاجر) في فرنسا..
– وفين هي بريجيت اليوم؟
– ما كتشوفش.. أعور؟ ها هي قدامك..
وأشار إلى الحمارة. فحركت أذنيها.
– وكيف تتفاهم معاها؟
– بجميع اللغات.. عربية أمازيغية فرانساوية طليانية ماريكانية… واللي بغيتي.
ضحك ضحكة مجنون. وصاح:
– وأزيدك.. كروية.. تموت على المنتخب المغربي أسود الأطلس. شوف راية لافيديراسيون، مشيرا إلى شعار جامعة كرة القدم المغربية.
تذكرت حمارة سيدي قاسم المغتصبة. ابتعدت عنه قليلا وتجرأت على سؤاله:
– لكن كيف تعاشرها وتقوم بها؟
– بالحلال وفي الحلال. أقسم.
– ما فهمتش.. ما فهمت شي..
– معلوم ما غادي تفهم شي …
– يعني عندك الأوراق؟
– أنا راني طلعت بك من الأول. أنت مخبر، أو خدام مع المخابرات، لن تنال شيئا مني.. ، عاش الملك. عاااااش المليييييك…
– لقد ذهبت بعيدا وأخطأت..
– واااااطلق مني…  (حل عني) عاااش الملييك… عااااش السادييييس…شفتي يا بريجيت، انتي اللي سلكت بنا هاذ الدرب.
جر بريجيت ومضى وكأني به يدندن بأغنية لسعد المجرد..
"كنتي فحياتي كلشي
غدرتي ونسيتي كلشي
وما ربحتي والو والو
انت للي بديتي وتبعتي للي قالو
غدرتيني وما ربحتي والو والو".
——————
الدار البيضاء

c55df9a048.jpg

كاتب مغربي


اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى