خبر

بوتين – عون لأولوية عودة النازحين السوريين… وتعاون متعدّد المجالات

غضب واستغراب في العالم والمنطقة بعد القرار الأميركي بتهويد الجولان… وغزة تفرض معادلتها
بوتين – عون لأولوية عودة النازحين السوريين… وتعاون متعدّد المجالات
نصرالله يُسقط بومبيو بالنقاط التفصيلية… والناشف للاستثمار على خيار المقاومة

كتب المحرّر السياسيّ – البناء

الإجماع العالمي والإقليمي على استنكار القرار الأميركي بالاعتراف بالسيادة الإسرائيليّة على الجولان، لم ينفصل عن حال الاستغراب لموقف واشنطن الذي يقفل باب التسويات والمفاوضات، ويفتح الطريق للمزيد من التوتر والتصعيد وربما الحروب، حيث لا مصداقية إلا لمن ربطوا مصيرهم ومصير خياراتهم منذ البداية بمشروع المقاومة، فكل الكلام الأوروبي والأممي والعربي عن القرار الأميركي، كان ضمناً رداً على أصحابه الذين رفعوا شعار الرهان على واشنطن، بصفتها الجهة التي تضمن فرصاً للتسوية والحلول التفاوضية، بينما كان الرد الأمثل تقوله غزة، ولو أنّها لم توجه رسائلها للجولان السوري المحتل، فما قالته غزة عملياً إنها جلبت رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من ذورة الاحتفالية التي أقامتها واشنطن بمناسبة تهويد الجولان، بعدما صارت «إسرائيل» رسمياً دولة يهوديّة، وعلى عجل وصل نتنياهو مغادراً عيد واشنطن ليلحق عيد تل أبيب التي فاجأها صاروخ «طائش» من غزة، فلم يلحق العيد، ولم يفلح بالتوقيع على قرار التهدئة ولا وقع قرار الحرب.

في مصادفة رمزية بالغة المعاني، كان نتنياهو الذاهب إلى واشنطن يغادر على عجل رغم الاحتفال التاريخي الذي جرى إعداده، بينما الرئيس اللبناني ميشال عون يصل بهدوء إلى موسكو ويلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لإعلان بدء تعاون شامل ومتنوّع، في زمن تتقدّم فيه أولوية ترسيخ معايير القانون الدولي في العلاقات الدولية، وتتقدّم في المنطقة قضية الأمن على سواها بعد حروب ضارية مع الإرهاب، والتلاقي الروسي اللبناني المنشغل بمصير مسيحيي الشرق في جزء منه، كانت قضية عودة النازحين السوريين أولويته، وتفرّعت مباحثاته نحو النفط والغاز والسياحة والكهرباء.

مصادر متابعة لزيارة رئيس الجمهورية إلى موسكو قالت إن موسكو تريد الدخول السياسي والاقتصادي إلى المنطقة من البوابة اللبنانية بعدما ضمنت الدخول العسكري وأسست له من البوابة السورية، وإن لبنان بخصوصيّته المسيحيّة وتعدديّته الدينيّة يناسب روسيا كمدخل سياسيّ، بينما يناسبها بمصارفه ومشاريعه في مجالات النفط والغاز والكهرباء وسكك الحديد والسياحة، على المستوى الاقتصاديّ كثيراً. وتوقعت المصادر أن يعقب حضور لبنان لقاءات مسار أستانة كمراقب دوراً إقليمياً في إعمار سورية تضعه موسكو على الطاولة من بوابة التشارك مع أوروبا في ملف عودة النازحين، وكان لافتاً مقترح رئيس مجلس الدوما الروسي الدعوة لمؤتمر برلماني تستضيفه بيروت حول النازحين، يضمّ تركيا وأوروبا وسورية وإيران وروسيا والأردن إضافة للبنان.

بينما كانت المنصة السياسية للتأسيس مع روسيا لرئيس الجمهورية، كانت المنصة النوعية لمواجهة السياسات الأميركية، للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي وضع القرار الأميركي حول الجولان في كفّة لا يوازيها إلا إعلان العرب في قمة تونس لسحب المبادرة العربية للسلام. وفنّد بالنقاط كلام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مثبتاً باللغة الجدلية السجالية جهله بالملفات التي تناولها، مظهراً ما قدّمته المقاومة من حماية وضمانات للاستقرار في لبنان، مقابل سياسات التهديد والحصار التي يخاطب الأميركي عبرها لبنان.

دان رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بسيادة الاحتلال الصهيوني على مرتفعات الجولان السوري المحتل، واصفاً القرار بأنه ترجمة للسياسات الأميركية المعادية لشعبنا وأمتنا.

وفي تصريح له أمس، قال الناشف: «إن قرار ترامب بشأن مرتفعات الجولان، لا قيمة حقوقية له، لكنه يكشف عن عداء مكشوف لأمتنا وشعبنا، وهذا دأب الإدارات الأميركية المتعاقبة ونسق سياساتها الداعمة لكيان العدو الصهيوني، غير أن ترامب تفوّق على أسلافه في الصلافة والعتوّ وفي ضرب القانون والدولي ومواثيقه بعرض الحائط».

أضاف الناشف: «إن قرار ترامب الأخير حول مرتفعات الجولان، لا يغيّر في واقع أن هذه المرتفعات أرضاً سورية محتلة، وستتحرّر بالقتال والمقاومة، لكنه يشكل تحدياً خطيراً يطال العالم بأسره، لأن هذا القرار استهانة بالشرعية الدولية ومواثيقها التي تمنع المحتل من ضمّ الأراضي بالقوة، واستهتار بحق الشعوب بالسيادة على أرضها».

وتابع: «إن عدم قيام ما يُسمّى المجتمع الدولي ومؤسساته بالخطوات اللازمة رداً على قرار سابق أصدره الرئيس الأميركي يعترف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال اليهودي، هو ما شجّعه على قراره الأخير، لذلك نطالب دول العالم قاطبة والأمم المتحدة على وجه الخصوص ليس إدانة القرار وحسب، بل اتخاذ خطوات عملية لوضع حد لشريعة الغاب التي تنتهجها الادارة الأميركية وتصدياً لما تسببه هذه القرارات الرعناء من فوضى عالمية».

وأكد الناشف: «بأنّ أرض فلسطين، وأرض الشام، هي أرضنا وحقنا، ولا يملك ترامب، أو أي قوة في العالم مهما علا شأنها التصرف بهذه الأرض وبهذا الحق. وإن مرتفعات الجولان أرض محتلة، كانت وستعود إلى كنف سيادة الدولة السورية».

وقال الناشف: «إننا نعلن استنكارنا ورفضنا لقرار ترامب، وبأن هذا القرار لا يساوي الحبر الذي كُتب به. كما نعلن وقوفنا بقوة وانخراطنا الى جانب شعبنا في فلسطين والشام في معركة تحرير أرضنا المغتصبة من الاحتلال العنصري الغاشم».

وختم: «نحن لا نستجدي الحق استجداءً، بل نكافح ونقاوم في سبيل استعادته، وما من سبيل لتثبيت حقنا وتحرير أرضنا إلا من خلال المقاومة، نهجاً وخياراً، ونحن واثقون بأن أمتنا ستنتصر على أعدائها، مهما كان حجم التآمر ضدها من قوى الغدر والغطرسة والاستعمار».

الى ذلك، لا شك في أن وقع إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أمس، جرياً على العادة كان كبيراً في الداخل والخارج. فإطلالة السيد نصر الله التي تناولت نقطتين فقط مرتبطتين بالسياسة الأميركية لجهة اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بسيادة «إسرائيل» على الجولان السوري المحتل، وزيارة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو التحريضية الى لبنان، حيث تضمّن حديث السيد نصرالله تحليلاً علمياً ومنطقياً سلساً لأحداث الاسبوع الفائت ورداً مدروساً بدقة عرّى خلاله السيد نصر الله الولايات المتحدة الأميركية ومواقفها المزيفة.

وبحسب مصادر متابعة لـ»البناء» فقد فضح السيد نصر الله الدعم الأميركي لـ»إسرائيل»، الأمر الذي يفقد واشنطن حق القيام بوساطة أو برعاية تسوية في المنطقة او في العالم، فضلاً عن انه حمّل العرب مسؤولية ما يجري بسبب تفريطهم بالقضية الفلسطينية وتحديداً بالقدس الأمر الذي دفع ترامب الى اعلان اعترافه بسيادة «إسرائيل» على الجولان، وبالتالي فإن السيد توجه الى العرب بضرورة التنبه وعدم الارتهان الى السياسة الأميركية تجاه الجولان، لأن من شأن ذلك ان يدفع الى الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية. ولفتت المصادر الى اشارة السيد نصر الله الى الموقف الدولي الجامع الرافض للإعلان الأميركي رغم أنه أكد ان هذا الرفض الكلامي يستدعي تحشيداً بالفعل وليس بالقول. ليبقى الأكيد بحسب المصادر أن السيد نصر الله خلص الى القول إن حقوقنا لا تحميها قوانين إنما المقاومة، وإن المقاومة هي طريق استعادة الحقوق.

ورأت المصادر في هذا السياق، أن القرار الأميركي نسف كل المبادرات والمؤتمرات التي لطالما دعت الإدارات الأميركية السابقة في ما خص السلام الشامل والعادل، مشددة على أن إسقاط ادارة ترامب لأسس ما تسمّيه «مبادرات السلام» لن يُبقي أمام سورية وحلفائها الا خيار المقاومة لاسترجاع الحقوق المشروعة.

وبالنسبة الى بومبيو، فكان لافتاً، بحسب المصادر، تفنيد الامين العام لحزب الله زيارة بومبيو الى بيروت وما تخللها من تحريض، وشددت المصادر على ان السيد نصر الله فضح المسؤول الأميركي في خطته ومؤامرته، وأبرز أن المحاولة الأميركية لإثارة الفتنة في لبنان دفنت قبل أن تولد بفضل تعاون جميع الفئات اللبنانية التي لم تستجب للمطالب الأميركية.

وكان الأمين العام لحزب الله أكد أن اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل وجّه ضربة قاضية لما يُسمّى «عملية السلام» في المنطقة، معتبراً أن صمت العالم العربي على مصادرة ترامب للقدس جعله يتجرأ على موقفه بشأن الجولان المحتل، ولم يستبعد أن يعترف ترامب بالسيادة «الإسرائيلية» على الضفة الغربية بعد قراره بشأن الجولان المحتل.

ورأى أنه إذا بقي بعض الحياء والشهامة العربية فإن أبسط الأمور يكون بالردّ عبر سحب ما يُسمّى بـ «المبادرة العربية للسلام» خلال القمة العربية المقبلة في تونس، مشدّداً على أن ما تعرّضت له القدس والجولان دليل إضافي على أن خيار المقاومة هو الطريق الوحيد لاسترجاع الحقوق والأرض المحتلة.

وحول زيارة وزير الخارجية الأميركي مايكل بومبيو الأخيرة إلى لبنان، بيّن السيد نصر الله أن في الشكل شاهدنا وزير خارجية أقوى دولة في العالم يقرأ نصاً مكتوباً بعد لقاءاته وزيارته إلى وزارة الخارجية اللبنانية وقد ذكر اسم حزب الله 18 مرة و»إيران» 19 مرة في دقائق معدودة، مشيراً إلى أن بومبيو أتى وكأنه يريد أن يُعطي بلاغاً ويمشي وهو ضعف في المنطق ويبرهن عن استعلاء واستكبار.

وجزم أنه «يُسعدنا ولا يُخيفنا أن يذكر وزير خارجية أقوى دولة مستكبرة في العالم اسم حزب الله وأن تكون إدارة ترامب غاضبة من حزب الله الى هذا الحد، لأن الإدارة الأميركية هي الشيطان الأكبر، وهذا يعني أننا أقرب الى الله»، موضحاً أن غضب الولايات المتحدة منا يجعلنا نطمئن ونزداد يقيناً بسلامة موقعنا وخياراتنا.

وأوضح السيد نصر الله أن بومبيو جاهل بما يجري في لبنان وما ذكره في كلمته من معطيات قُدّمت له من خونة، منوّها السيد نصر الله إلى أن الشعب اللبناني يحلم بسلامه الداخلي واستقراره وأن لا تكون هناك دولة فيها نهب وهدر مالي، لافتاً إلى أن من يقف عائقاً أمام تحقيق اللبنانيين لأحلامهم هو «إسرائيل» ومَن يدعمها.

وأكد أن حزب الله جزء أساسي من صنع معادلة الاستقرار والسلام الداخلي والازدهار في لبنان، وأن لبنان ينعم بالأمن ببركة صواريخ المقاومة التي تمنع أميركا الجيش اللبناني من الحصول على مثلها، مبيّناً أننا في حزب الله أشدّ الناس حرصاً على الاستقرار والسلام الداخلي والازدهار في لبنان وإيران معنا في هذا الأمر.

وحذّر السيد نصر الله من أن العين الأميركية على إثارة فتنة وحرب اهلية في لبنان لمصلحة «الإسرائيلي»، ورأى أنه لولا وجود حزب الله لما اعترف بومبيو بلبنان ولا أتى لزيارته، وأن مشكلة بومبيو وأميركا مع إيران وحزب الله أننا عقبة في وجه صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية.

ولفت السيد نصر الله إلى أن بومبيو كذب حين تحدث عن استعداد الولايات المتحدة للمساعدة في عودة النازحين السوريين، مشيراً إلى أن السوريين في مخيم الركبان يريدون العودة إلى قراهم والدولة والسورية وافقت على ذلك، لكنّ الأميركيين يعرقلون عودتهم.

الى ذلك، أصدر القاضي العقاري في النبطية أحمد مزهر قراراً بعد أن تقدمت شركة باستدعاء امامه لمسح الأراضي المحتلة في شبعا وكفرشوبا.

وطالب القرار الشركة بإجراء مسح للأراضي المحتلة والتي أثبتت لبنانيتها والواقعة خلف الخط الأزرق كجزء لا يتجزأ من المساحة اللبنانية وذلك باستخدام الخرائط الجوية ووسائل المسح المتاحة عن بعد.

وطالب القرار بإطلاق تسمية الأراضي اللبنانية المحتلة على الأراضي موضوع الاستدعاء على ان تنظم محاضر لها باسم الجمهورية اللبنانية وتسلم الى المحكمة في مهلة أقصاها أول أيار المقبل.

مع ذلك، لم يُستغرب لجوء كتلة المستقبل أمس، الى التطمين لزيارة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، وإن كانت دانت قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بسيادة «إسرائيل» على الجولان، فلجأت الى التعاطي معها بإيجابية لجهة أن واشنطن مستمرة في دعم الجيش والقوى الأمنية آملة من الحكومة الأميركية إيلاء الأهمية القصوى لاستقرار لبنان واقتصاده وقطاعه المصرفي في أي خطوات قد تقررها لاحقاً. وأكدت كتلة المستقبل ان «السبيل الوحيد لحماية لبنان من تداعيات الصراع الإقليمي هو تقديم المصلحة الوطنية على كل ما عداها، والتزام الجميع بالنأي بالنفس الذي اعتمدته الحكومة في بيانها الوزاري، وفي التطبيق الكامل للقرار 1701».

أما الحدث الأبرز محلياً فكان في روسيا حيث توّج رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لقاءاته في موسكو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة هي الأولى بين الرجلين منذ وصول عون الى قصر بعبدا.

وبحسب مصادر الوفد المرافق للرئيس عون لـ»البناء» فإن الاتفاق بين رئيس الجمهورية والرئيس الروسي على تفعيل التعاون بين لبنان وسورية وروسيا من أجل عودة النازحين السوريين وفق المبادرة الروسية التي تحظى بتأييد الجانبين اللبناني والسوري. ورأت المصادر أن الجانب الروسي أبدى تفهماً كبيراً لموقف لبنان من أزمة النزوح، وكان مقتنعاً بضرورة إيجاد الحلول انطلاقاً من مصلحة الدول المضيفة وعلى رأسها لبنان، مع إشارته الى ان الدولة السورية من جهتها تريد عودة السوريين الى ديارهم.

واعتبرت مصادر تكتل لبنان القوي لـ»البناء» ان الزيارة الرسمية للرئيس عون الى موسكو تاريخية لأن روسيا تلعب دوراً مهماً في المنطقة لا سيما لجهة حماية المسيحيين، متوقعة أن تترك الزيارة نتائج إيجابية على صعيد حل أزمة النازحين والتعاون الاقتصادي والعسكري في مرحلة لاحقة، لافتة الى ان روسيا دولة عظمى وتتمتع بنفوذ كبير في المنطقة وبإمكانها اليوم أن تلعب دور الوسيط في ما خصّ الصراع العربي الإسرائيلي.

فيما نقل عن السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسيبكين أنه توقع مفاجأة جيو سياسية، لفتت المعلومات من جهة أخرى الى ان روسيا وجهت دعوة للبنان للمشاركة في مؤتمر أستانة المقبل بصفة مراقب.

وأعرب رئيس الجمهورية والرئيس الروسي في بيان مشترك صدر بعد المحادثات التي عقداها في الكرملين عن قناعتهما بأن لا بديل عن الحل السلمي للقضية السورية، مشدّدين على ضرورة حل هذا النزاع من خلال الوسائل السياسية والدبلوماسية، استناداً الى قرار مجلس الأمن رقم 2254، ومقرّرات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي.

وأكد البيان أن الرئيسين اللبناني والروسي «يدعمان بقوة الجهود التي تضطلع بها سلطات الجمهورية العربية السورية وحلفاؤها لمحاربة الإرهاب المتمثل بتنظيم داعش وجبهة النصرة والمجموعات المتفرّعة عنهما.

وأعرب الرئيسان عن تأييدهما للجهود الرامية الى تطبيق مبادرة روسيا لتأمين عودة اللاجئين السوريين والمهجرين داخلياً، معتبرين أن حل هذه المشكلة يعتمد مباشرة على تهيئة الظروف المؤاتية في سورية، بما في ذلك الظروف الاجتماعية والاقتصادية، من خلال إعادة الإعمار ما بعد الصراع. كما دعوا المجتمع الدولي والامم المتحدة والمنظمات الإنسانية الى تأمين كل المساعدة الممكنة لهذه العملية.

وقبل ذلك، وخلال زيارته رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فالودين في موسكو، وصف الرئيس عون قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعطاء الحق لـ»إسرائيل» بضم الجولان السوري، «بأنه يوم أسود يشهده العالم»، «وهذا العمل التعسفي يشكل مساساً بالشرعية الدولية التي ترعى الحدود بين الدول». وأكد رئيس مجلس الدوما الروسي، أن من مصلحة روسيا استقرار سورية وعودة النازحين السوريين الى ديارهم، مقترحاً عقد مؤتمر برلماني في بيروت يجمع بين ممثلي البرلمانات اللبنانية والروسية والأوروبية والتركية والإيرانية والسورية، يخصص لدرس عودة النازحين السوريين الى ديارهم.

أما على صعيد التعاون بين البلدين اقتصادياً، فاستقبل الرئيس عون في مقر إقامته، بحضور الوزير جبران باسيل، رئيس مجلس إدارة شركة «روسنفت Rosneft « التي رست عليها مناقصة إعادة تأهيل منشآت النفط في طرابلس، مع وفد من كبار المسؤولين في الشركة الذي قال: «إن لبنان دولة استراتيجية بالنسبة الى نشاطات الشركة، ونحن نتعامل مع شركات لبنانية وننسّق معها بإيجابية في سبيل النهوض مجدداً بمنشآت النفط في شمال لبنان».

ونشر الوزير جبران باسيل صورة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر حسابه على «تويتر» معلقاً بالقول: مع الرئيس بوتين يكون الحديث عميقاً واستراتيجياً من المشرق الى العالم، من التنوّع الى مقاومة الارهاب، من القدس الى الجولان، من النفط الى الغاز، من السياحة الى الزراعة أساسه تاريخ غني وأفقه مستقبل واعد».

وعطفا على المحادثات الروسية في ما خصّ ملف النازحين، أصدرت وزارة الداخلية السورية تعميمًا أشارت فيه الى أنه نتيجة الظروف الأمنية التي تعرّضت لها البلاد غادر عدد من المواطنين وعليه فإنه يتعين على قادة الوحدات ورؤساء المراكز الحدودية التقيّد بحسن استقبال المواطنين الذين غادروا سورية عبر منافذ غير رسمية. كما طالبت وزارة الداخلية الجهات المعنية بإلغاء الإجراء الإداري الذي كان معمولاً به سابقاً في هذه الحالات والذي كان يفترض التوقيف.

الى فرضت الجراحة التي خضع لها رئيس الحكومة سعد الحريري في باريس، إرجاء جلسة مجلس الوزراء التي كان مقرراً أن تُعقد يوم غد الخميس، ليرجئ رئيس مجلس النواب نبيه بري أيضاً جلسة الأسئلة والأجوبة التي كانت مقرّرة اليوم الى يوم الجمعة المقبل في الثالثة بعد الظهر.

وفيما لم تعقد اللجنة الوزارية الفرعية لدراسة خطة الكهرباء اجتماعها الذي كان مقرراً اليوم في السراي. تبلغت مؤسسة كهرباء لبنان توقيع وزير المال علي حسن خليل على فتح اعتماد باخرتي الغاز اويل لمصلحة معملي دير عمار والزهراني.