خبر

داعشي أبيض معجب بترامب يقتحم مسجدين في نيوزيلندا ويقتل المصلين

الإرهاب العنصري يحصد عشرات الضحايا وسط ذهول العالم… ويؤشر لخطر انفجار الغرب
داعشي أبيض معجب بترامب يقتحم مسجدين في نيوزيلندا ويقتل المصلين
باسيل: إما مكافحة جدّية للفساد وعودة غير مشروطة للنازحين أو لا حكومة

كتب المحرّر السياسيّ – البناء

أصابت الجريمة الإرهابية التي شهدتها نيوزيلندا وحصدت عشرات الضحايا من مصلّي المساجد، العالم بالذهول والصدمة، وفتحت العين على خطر نائم في بلدان الغرب يهدّد بانفجار تصعب السيطرة عليه، والحؤول دون أخذ العالم إلى حروب أهلية باردة على أساس اللون والعرق والدين. فالإرهابي الأبيض الداعشي بتفكيره من موقع العنصرية البيضاء المعادية للمسلمين والمهاجرين، أعلن إعجابه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يخوض حرباً مشابهة على حدود المكسيك وضد فنزويلا تحت عنوان معاداة أصحاب البشرة الحمراء، كما يخوض حرباً على المهاجرين، والثقافة الترامبية العنصرية تمتلك نماذج شبيهة كثيرة بين الجماعات النازية الجديدة المنتشرة في أوروبا والتي تهدّد باللجوء لأعمال عنف تستهدف المهاجرين من أصحاب البشرة السمراء والسوداء وتعيش تحت وطأة العداء للإسلام والمسلمين وتعامل كمفردة من مفردات التعدد السياسي التي تحميها حرية الرأي، بينما تحظى العنصرية الأشد وقاحة وإجراماً في العالم التي تمثلها إسرائيل بالحماية والحصانة بوجه أي ملاحقة على جرائمها الإرهابية والعنصرية، وهي تعلن نموذجها تحت مسمّى دولة يهودية للعنصرية التي تهدد بالمزيد من العنف يجتاح العالم بتفتيته إلى يهوديات تحمل كل منها عنواناً دينياً وعرقياً مختلفاً.

في فلسطين كان المشهد الدموي في غزة مستمراً تحت شعار الرد على الصواريخ التي استهدفت تل أبيب، لكن الواضح كان الارتباك في كيان الاحتلال ومستويات القيادة السياسية والعسكرية القلقة من خطر الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة، فاختارت الضربات الجوية المتفرقة والمحسوبة بما لا يؤدي إلى تصعيد ينسف مساعي التهدئة التي تقودها مصر، ما جعل قواعد اشتباك جديدة تحكم المراحل المقبلة، عنوانها، ما قبل صواريخ تل أبيب غير ما بعدها.

في لبنان تتصاعد الخلافات الحكومية على الملفات الكبرى، التي تشكل محاور العمل الحكومي، والتي لخصها رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل بثلاثة، هي: النازحين والفساد والاقتصاد، متحدثا عن رؤية التيار والتزاماته في مواجهتها، رافعاً شعار إما جدية في ملفي عودة غير مشروطة للنازحين ومكافحة بلا حمايات للفساد أو لا حكومة، وبدا واضحاً في تفاصيل ما عرضه باسيل في خطابه في ذكرى الرابع عشر من آذار 1989 التي يعتبرها التيار الوطني الحر ذكرى انطلاقته، أن الكلام موجّه لرئيس الحكومة سعد الحريري وفريقه، فكلام باسيل يقوم على اعتبار واضح لمؤتمر بروكسل كمنصة لمنع عودة النازحين، فيما يراه الحريري وفريقه دعماً دولياً للبنان في مواجهة أعباء النزوح دون تعطيل العودة. وبينما وصف باسيل الحديث عن اتهامات للتيار بالدعوة للتطبيع مع سورية بالسخيفة طالما لدينا علاقات طبيعية مع سورية، ردّت مقدمة نشرة تلفزيون المستقبل بالحديث عن سعي لتقديم أوراق اعتماد للدولة السورية وردت بنبرة باسيل ذاتها، لا علاقات مع الدولة السورية. وهذا موقف نهائي لا رجعة عنه ولا يقبل التسويات، ومثلها في ملاحقة الفساد كان التباري بين الفريقين والتحدي يتصاعد حول مصطلحي الإبراء المستحيل، والافتراء المستحيل، بين كلام باسيل الإبراء المستحيل صار قانوناً وردّ المستقبل الافتراء المستحيل لتغطية الفساد الحقيقي ومرتكبيه . وقالت مصادر على صلة بالوضع الحكومي، إن الجلسة الحكومية الخميس المقبل ستكون محطة فاصلة في مستقبل العمل الحكومي، بعدما تمّ تأجيل الملفات المهمة طوال الشهر الأول من عمر الحكومة واستبعادها عن جداول الأعمال، فيما ذهبت بعض المصادر إلى اعتبار الخلاف على التعيينات التي سيبتّ بها مجلس الوزراء سبباً للتصعيد، واعتبار التفاهم على ملف الكهرباء سبباً للتسويات.

قبل أن تقلع جدياً بدأت الهزات تضرب حكومة الى العمل، فثلاث جلسات تنذر بأن الأمور داخل مجلس الوزراء لن تكون على ما يرام أقله حتى الساعة في ما خصّ ملفات النازحين والتعيينات والفساد. ففي ملف النازحين يبدو واضحاً أن هذه المسألة توحي أن الأجواء لا تبشر بأي اتفاق او تفاهم داخلي يستعجل الحل المتمثل بعودة النازحين الى ديارهم، فيما اتخذ رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل ليل أمس مواقف تصعيدية تجاه تقاعس البعض عن حل هذا الملف.

وشدّدت مصادر بيت الوسط لـ البناء على ان الرئيس الحريري استند في كلمته في مؤتمر بروكسيل إلى البيان الوزاري، لافتة الى ان كلام موقف الحريري نابع من البيان الوزاري الذي اكد ان الحكومة ستواصل العمل مع المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماته التي أعلن عنها في مواجهة أعباء النزوح السوري. ولفتت المصادر عينها الى ان بعض الفرقاء في اشارة الى باسيل يحاولون ادخال الملف في التجاذبات السياسية وإبعاده عن مكانه الحقيقي. وقد يكون الهدف من ذلك تقديم أوراق اعتماد ظنا منهم أنها قد تخدمهم في المستقبل في حين ان الرئيس الحريري يواصل تأكيد أهمية عودة النازحين الآمنة إلى بلدهم وفق المواثيق الدولية ورفض أي شكل من أشكال اندماجهم أو إدماجهم او توطينهم في المجتمعات المضيفة. وشددت المصادر على ان الحريري كان أول المؤيدين للمبادرة الروسية لحل الازمة لا سيما انها المبادرة الوحيدة الجادة. وشددت المصادر على ان اتصالات الحريري تهدف الى حصول لبنان على دعم لمواجهة تداعيات أزمة النزوح. ورداً على سؤال عن استبعاد مقصود لوزير النازحين صالح الغريب عن المؤتمر لفتت المصادر الى ان رئيس الحكومة هو مَن يمثل لبنان وألقى كلمة لبنان، مشددة على ان البعض يريد ان يلعب على وتر الخلافات لأسباب وأسباب. ودعت المصادر الى النظر الى الجزء «المليان من الكاس»، لافتاً الى ان مؤتمر بروكسل 3 كان ناجحاً جداً لا سيما ان حصة لبنان من المساعدات بلغت بين مليار ونصف وملياري دولار. في المقابل كرّر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رفض انتظار الحل السياسي للنزاع في سورية. فأكد ان لبنان يعمل مع المراجع الدولية لتحقيق عودة آمنة للنازحين السوريين الى المناطق السورية التي تشهد استقراراً وأمناً ، لافتاً الى ان لبنان يصطدم بمواقف من بعض الدول، تقدم الحل السياسي للأزمة السورية على عودة النازحين، وهذا ما لا نقبل به لأننا استضافتنا النازحين لأسباب انسانية نتيجة القتال الذي كان دائرا في سورية والنقص في المواد الغذائية، الا ان القتال توقف اليوم على نحو شبه كامل، فيما تداعيات النزوح السوري مستمرة منذ ثماني سنوات على مختلف القطاعات الامنية والاجتماعية والصحية وخصوصاً الاقتصادية . وخلال استقباله رئيس حزب التحالف من اجل السلام الاوروبي روبرتو فيوري على رأس وفد برلماني، اشار عون الى ان التقارير التي ترد والمعطيات المتوافرة لدى مسؤولي المنظمات الدولية، تشير الى ان النازحين السوريين الذين عادوا الى بلادهم تتوافر لهم الظروف المناسبة للعودة أمنياً واجتماعياً وصحياً . وشدد رئيس الجمهورية على أهمية دفع المنظمات الدولية المساعدات للنازحين العائدين ، لافتاً الى ان مؤتمر القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الذي عقد في بيروت في شهر كانون الثاني الماضي، اتخذ قراراً بضرورة دفع المساعدات للنازحين في أماكن عودتهم».

واشارت مصادر نيابية في تكتل لبنان القوي لـ البناء الى ان مؤتمر بروكسل هدف الى إبقاء النازحين في لبنان والدول المضيفة الأخرى، مشدّدة على ضرورة ان يعي الجميع خطورة التوطين المقنع الذي يتحضر للبنان، مؤكدة أن تذرع الدول الغربية بأن الظروف في سورية لا تزال غير سانحة لعودة النازحين غير منطقية لا سيما ان هناك نازحين عادوا من لبنان الى سورية وهناك أكثر من 80 يريدون العودة.

واستغربت المصادر ما يُحكى عن نية الوطني الحر التطبيع مع سورية، مشيرة الى ان هذا الكلام يدعو للضحك. فالعلاقة بين التيار الوطني الحر وسورية منذ خروجها من لبنان جيدة، ومذكرة بالتنسيق اللبناني السوري على المستوى الدبلوماسي عبر اعتماد السفراء. ولفتت المصادر الى ان تكتل لبنان القوي سيجهد لإقرار ورقة سياسية داخل مجلس الوزراء من اجل عودة النازحين.

واعتبرت كتلة ضمانة الجبل أن ما حصل أخيراً في مسألة عدم اصطحاب وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب إلى مؤتمر بروكسل أمر لا يمت للتضامن الحكومي بصلة، ولكن الأمور متجهة نحو المعالجة بهدوء تام، والوزير الغريب هو بصدد الانتهاء من إعداد ورقة شاملة لعودة النازحين، وجميعنا مع العودة الآمنة والكريمة لهم، ونحن في الكتلة نبدي دعمنا الكامل للوزير الغريب في خطّته هذه».

وإذا كانت خطوط الرابية بيت الوسط ليست على أفضل حال، فإن تطورات ملف التعيينات قد تعقد الامور أكثر في مجلس الوزراء، وتشدد مصادر مطلعة لـ»البناء» على ان هذا الملف قد يفجر الخلافات داخل مجلس الوزراء لا سيما ان التيار الوطني الحر يتجه الى وضع يده على كل الحصة الإدارية المسيحية في الوزارات، الأمر الذي سيخلق خلافاً مع التكتل الوطني وحزب القوات. وفيما لفتت المصادر الى أن التيار الوطني الحر متفاهم في هذا الأمر مع حزب الله وتيار المستقبل، رجحت المصادر أن تعتري هذا التفاهم عثرات عديدة لا سما في ما خصّ وزارة الأشغال لا سبيل المثال اذ ان تيار المردة قد لا يوافق على تعيينات التسويات في وزارته التي يتولاها الوزير يوسف فنيانوس، كذلك الحال بالنسبة الى تيار المستقبل لا سيما بعد وضع الرئيس ميشال عون والوزير باسيل فيتو على اسم المرشح السني العميد محمود الأسمر للأمانة العامة للمجلس الأعلى للدفاع.

من ناحية أخرى، تنفي مصادر مقربة من حزب الله لـ البناء ما يتردد عن تفاهم بين حزب الله والوزير باسيل حيال التعيينات المسيحية في الوزارات التي يتولاها حزب الله مشددة على ان ما يُشاع لم يجري التطرق إليه أبداً.

وشددت مصادر حزب كتلة الجمهورية القوية لـ البناء على أن حزب القوات لن يقبل بالحصول على الفتات من التعيينات، مشددة على ان الحصة المسيحية لن تحتكر من فريق او مكوّن واحد لافتة في هذا السياق الى ان من يريد محاربة الفساد في الإدارات والوزارات عليه الانصياع الى نتائج آلية المرشحين بعيداً من المحاصصة والتسويات.

الى ذلك دعا رئيس المجلس النيابي نبيه بري اللجان النيابية الى جلسة مشتركة العاشرة قبل ظهر الأربعاء المقبل، لدرس جملة مشاريع واقتراحات قوانين، معظمها ذو طابع بيئي، ومنها ايضاً ما يتعلق بإنشاء المنطقة الاقتصادية الخاصة في قضاء صور – محافظة لبنان الجنوبي، واقتراح القانون الرامي الى إنشاء المنطقة الاقتصادية الخاصة في قضاء البترون.

وفي ما خصّ التوظيف غير القانوني فقد أجرى رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عطية مسحاً إدارياً لوضع الموظفين والمستخدمين والمتعاقدين في الإدارات الرسمية. وخلصت الدراسة إلى رقم أولي يفيد بأن في الإدارات الرسمية ما يقارب 100 ألف موظف يتقاضون رواتب شهرية، في وقت تعاني غالبية الملاكات الرسمية فراغات هائلة. وفيما ترجح المعلومات المتداولة أخيراً أن تكون النسبة الأكبر من الموظفين الرسميين من الملحقين بوزارة التربية.

أما على جبهة مكافحة الفساد، فقد أوقفت النيابة العامة العسكرية، أحد مرافقي النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود، وهو عنصر في جهاز أمن الدولة مولج بتأمين الحراسة، بعد توفر شبهات عن تقاضيه رشى مالية، لقاء خدمات يقدّمها لبعض الأشخاص.