مرلين وهبي – الجمهورية
تحوّل قرار المجلس الدستوري إبطال نيابة ديما جمالي فرصة لخوض معركة إثبات وجود سياسي على الساحة السنية الطرابلسية، بتحالفات عريضة تنبئ بانتخابات حامية قد يشكل أي استسهال بها مفاجأة مؤلمة كما حصل في الانتخابات البلدية السابقة.
أكّد القيادي في «تيار المستقبل» الدكتور مصطفى علوش، بعد لقائه الرئيس سعد الحريري في ساعة متأخرة من مساء أمس الاول، عدوله عن الترشّح كمستقل، خاصة بعد نشر الحريري عبر تويتر صورة تجمعه وعلوش أرفقها بتغريدة «الوفاء عملة نادرة في زمن قلّ فيه الصدق».
وأوضح علوش لـ«الجمهورية» أنّ قرارَه عدم الترشّح، جاء بعد مشاوراته مع العائلة أولاً وبعد لقائه الحريري مساءً، من دون أن ينفي قناعته بحاجة تيار «المستقبل» الى أن يتمثّل بشخصيات لديها خبرة وقدرة على المواجهة.
لكنه في المقابل أكّد بذلَ كل جهده لإنجاح جمالي في الإنتخابات المقبلة لأنّه «في النهاية هذا قرار سعد الحريري الذي أحترمه»، موضحاً أنه يكتفي بتقديم نصيحة وإبداء رأيه، لكن «عندما يكون الإجماع على قرار الحريري في إعادة ترشيح جمالي هو خيار المكتب السياسي والحكماء في تيار «المستقبل» كالرئيس فؤاد السنيورة وغيرهم، من المفروض أن لا أعارض».
امّا عن تموضعه في «المستقبل» فقال: «سأكون في منزلي أو مع سعد الحريري»، مؤكّداً أنه «لم يَطلب أيّ شيء من رئيس الحكومة، وما يهمه حالياً هو نجاح الحريري في مسعاه وأنه باقٍ معه».
وحذّر علوش من «اننا اذا استسهلنا المعركة سنسقط، وأيّ فريق يدخل الى المعركة معتقداً أنّه منتصر سيسقط».
وفي وقت تحدثت معلومات عن احتمال تولّي علوش رئاسة «المنطقة الإقتصادية» الذي شُغر بتوزير السيدة ريّا الحسن، يعلّق علوش: «يكفيني اعتراف الحريري بوفائي» ولا أريد اكثر من ذلك.
ريفي
وفي السياق، حشد الوزير السابق أشرف ريفي أنصارَه اثر إعلان المجلس الدستوري إبطال نيابة جمالي، مُستاء من عدم تجاوب الحريري مع محاولاته الايجابية تجاهه واستبعاده من الدعوات التي وُجّهت الى معارضين سابقين لحضور ذكرى ١٤ شباط، للتشاور في إمكان ترشحه.
وأشارت مصادر متابعة الى انّ ريفي قد يضطر الى تجيير أصواته لشخصية سنّية مستقلة إذا لم يترشّح شخصياً، «لأنّ رمزيّتها تعنيه أكثر من غيره».
وقد أكد ريفي لـ«الجمهورية» أن «لا قرار قبل دراسة الوضع من جوانبه كافة، وبعد التشاور مع بعض الأصدقاء».
ميقاتي
وتزامن صدور قرار المجلس الدستوري مع انعقاد اجتماع للرئيس السابق نجيب ميقاتي مع كوادر «تيار العزم» في منزله في طرابلس، فعلّق بقوله «تحضّروا للانتخابات المقبلة وجَهّزوا ماكيناتنا الإنتخابية».
في المقابل، تؤكد مصادره لـ«الجمهورية» أنّ الرئيس ميقاتي لم يأخذ حتى اللحظة قرارَه، ولم يقل إنه سيدعم الحريري أو مرشّحه، بل انّه سيتكلّم مع الحريري، وكل كلام آخر هو سابق لأوانه.
وتقول مصادر قريبة من ميقاتي انه لا يمكن تَجاهل الواقع الذي أفضى الى تجديد العلاقة بينه وبين الحريري بعد الانتخابات الأخيرة، وباكورتها توزير عادل أفيوني الشخصية المتمرّسة في الحقل الإقتصادي والموافق للطرفين وللمرحلة الحالية.
في المقابل، تشير مصادر طرابلسية متابعة الى أنّ ميقاتي لا يحتاج الى خوض هذه المعركة بوجه الحريري لأسباب كثيرة، أهمها انه تصدّر منفرداً قائمة الفائزين علی مستوی لبنان في الإنتخابات النيابية الأخيرة بعدما نالت لائحة «تيّار العزم» 30,446 صوتاً، فسجّل الرقم الأول سنّياً ما مَكّنه من تأمين 4 حواصل تشكّلت منها لائحته بـ4 مقاعد، أي انّ ميقاتي تصدّر وطنياً في نسبة الأصوات التفضيلية، وهو بالتالي ليس في وارد خوض معركة لإثبات وجوده أسوةً بغيره. يليه تيار «المستقبل» بـ 26,620 صوتاً، أمّا «الكرامة الوطنية» (فيصل كرامي) فقد نال 16,396 وفاز بمقعد واحد.
كرامي
أمّا معركة إثبات الوجود فتبقى للنائب كرامي، الذي لديه حسابات وتحالفات سياسية تتجاوز الساحة الطرابلسية.
وبالنسبة للوزير السابق محمد الصفدي، فقد سبق ان جيّر أصواته للحريري في الإنتخابات السابقة، وحصد مقعداً وزارياً لزوجته السيدة فيوليت التي غرّدت بعد صدور خبر الإبطال مؤكدة «اننا سنعمل على إعادة ديما جمالي الى المجلس النيابي».
وتدلّ الإحصاءات الى أنّ الغلبة في الانتخابات المقبلة ستكون لصالح «الثلاثي الذي لا يُقهر طرابلسياً: حريري-ميقاتي-الصفدي» اذا لم تحصل مفاجأة في التحالفات.