ملحق
جورج زريق “أب لبناني أحرق نفسه ليكون شهيداً عن جميع اللبنانيين المقهورين”.. هكذا وصفه روّاد مواقع التواصل الإجتماعي من سياسيين، إعلاميين، فنانيين، ومواطنين إعتبروا أنه “ضحية جديدة للواقع الاقتصادي المتدهور وانعكاساته السلبية على حياة المواطنين”.
“شهيد الضرائب والغلاء المعيشي، شهيد الاستهتار وقلّة المسؤولية، شهيد الأنانية والغش، شهيد الدولة الغير مسؤولة” هو ذلك المواطن اللبناني الذي أقدم على إضرام النار بنفسه في باحة مدرسة خاصة في بلدة “بتكفين” بسبب تراكم الأقساط المدرسية الخاصة بأولاده وعجزه عن سدادها.
بعد المأساة التي صدمت جميع اللبنانيين، تحوّلت مواقع التواصل الإجتماعي إلى منبر يدعو لإنقاذ مئات بل آلاف المواطنين خوفا من أن تكون نهايتهم مشابهة لنهاية “جورج”، حيث سارع أهل السياسة والإعلام والفن إلى حساباتهم ليعربوا عن حجم المأساة التي ألمّت بالوطن وتسليط الضوء على الواقع المزري الذي بات يهدد لبنان ومواطنيه، متهمين الحكومة بالتقصير في حق المواطن وعدم مراعاة الظروف الإقتصادية الصعبة.
وقد تخطّت “فاجعة جورج” حدود الوطن ليصل صداها إلى باقي البلدان العربية والأجنبية، فتحوّل جسده المتفحم إلى “صرخة بوجه الظلم والقهر” لعلّ صداها يصل إلى الضمائر فستفيق.
فبعد سماعه بالخبر، سارع وزير التربية أكرم شهيب إلى إعلان أن الوزارة ستتولى متابعة تعليم ولدي المرحوم زريق وتأمين المنح اللازمة من أجل استكمال تعليمهما مؤكدا أنه سيفتح تحقيقا في الحادث.
وصدر عن مكتب وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب البيان التالي: “تبلغنا بكلّ أسف وفاة المواطن جورج زريق الذي أشارت وسائل الاعلام إلى أنّه أقدم على إضرام النار بنفسه أمام مدرسة خاصة في منطقة الكورة بسبب أوضاعه الإقتصادية التي عجز نتيجتها عن دفع أقساط أولاده المدرسية”.
وأضاف البيان: “لقد أوعز معالي وزير التربية والتعليم العالي فور تبلغه الخبر المؤسف بفتح تحقيق لجلاء الملابسات المحيطة بالحادثة، ويشدّد على أنّ وزارة التربية التي استوعبت خلال العام الحالي في المدارس الرسمية آلاف التلاميذ الذين انتقلوا إليها من التعليم الخاص بسبب صعوبة الظروف الاقتصادية، لم تتوان يوماً عن منح الطلاب الافادات اللازمة للتسجيل في المدارس الرسمية، انطلاقاً من حق الوصول إلى التعليم للجميع”.
“من المدرسة نفسها”.. تسلّم وتسليم ومواقف بين وزيري التربية خبر هام للطلاب.. حمادة يحسمها رسميا بعد الحديث عن تمديد عطلة المدارس”.
وختم البيان إن “وزير التربية والتعليم العالي الذي يتوجه إلى آل زريق بأحر التعازي، يتمنّى على وسائل الإعلام التواصل مع مكتبه للحصول على الوقائع قبل نشرها، كما يعلن انه سيتولى متابعة تعليم ولدي المرحوم جورج زريق وتأمين المنح اللازمة من أجل استكمال تعليمهما. ويأمل أن تشكل هذه الحادثة المؤلمة حافزاً للحكومة كي تولي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة الأولوية في عملها”.
بدوره، أعلن النائب الكويتي “خلف العنزي” تضامنه مع عائلة جورج، مشيرًا في حديث صحفي إلى أنه سيتبرع بمبلغ “10 الاف دولار اضافة الى تخصيص راتب شهري لعائلة زريق”.
أمام هذه الفاجعة “يقف الكلام”.. فهل تكون “حكاية جورج” بداية النهاية للواقع الذي يعيشه اللبناني ؟