خبر

نصف الأطفال ضحايا للتنمّر: 90 في المئة من الحالات مسرحها المدارس

فاتن الحاج – الأخبار

طفل من كل اثنين يتعرض للتنمر في مرحلة من حياته، والمسرح الأساس لممارسة هذه الآفة هو المدارس. بحسب دراسة أجرتها «جمعية إنقاذ الطفل»، فإن ضحايا التنمّر من الأطفال غالباً ما يتأثر تحصيلهم العلمي، ويصل الأمر في حالات كثيرة إلى ترك المدرسة

50 في المئة من الأطفال اللبنانيين معرّضون للتنمر، و90 في المئة منهم يقعون ضحايا لهذه الآفة داخل المدارس ما يؤثّر في تحصيلهم العلمي، ويؤدي في 12 في المئة من الحالات إلى ترك المدرسة نهائياً!

هذا ما كشفته دراسة قامت بها «جمعية إنقاذ الطفل» (save the children)، في تشرين الأول الماضي، على عينة شملت لبنانيين وسوريين وفلسطينيين، وتوزعت على ثلاث مجموعات: 214 طفلاً بين 9 و12 عاماً، و269 طفلاً بين 13 و18 عاماً، و1550 من مقدمي الرعاية للأطفال (الأهل والمعلمون وغيرهم). وبيّنت الدراسة أن الأطفال الفلسطينيين هم الأكثر تأثراً بالتنمر (58%)، يليهم الأطفال السوريون (51%).
ويعرّف التنمر، وهو آفة عالمية، بأنّه «تصرفات متكررة للتحرش بالطفل أو تخويفه أو تعريضه للاستبعاد الاجتماعي. ويمثل أشكالاً مختلفة من العنف الجسدي أو النفسي أو اللفظي، ويهدد حق الأطفال في التعلم والنمو في مجتمعاتهم».

الجمعية أجرت مقابلات مع كل مجموعة من المجموعات الثلاث بهدف الاطلاع على تصوراتها حول انتشار التنمر وأشكاله وأسبابه وآثاره وحلوله. وبرز في النتائج الأساسية أنّ طفلاً من كل طفلين يتعرض للتنمر في مرحلة ما في حياته، وأنّ التنمر الجسدي هو الأكثر شيوعاً، يتبعه اللفظي فالاجتماعي، ثم التنمر عبر الإنترنت. كما أنّ الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 9 و12 عاماً (59 في المئة) أكثر عرضة للتنمر ممن هم في سن المراهقة (45 في المئة)، وأن الذكور (54 في المئة) أكثر عرضة للتنمر من الفتيات (46 في المئة).

وعندما سُئل المستطلعون ما إذا كانوا قد سمعوا بمصطلح «التنمر»، أجاب 39 في المئة فقط من الأطفال بالإيجاب، في حين أن 53 في المئة من مقدمي الرعاية الراشدين لم يكونوا على علم به.

وعلى رغم أنّ 51 في المئة من الأطفال أفادوا بأنهم تعرضوا للتنمر، فإنّ 27 في المئة فقط من مقدمي الرعاية يعتقدون أن أطفالهم قد تعرضوا لذلك، ما يعني أنّه لا يتم الإبلاغ عن العديد من الحوادث. وأفاد 90 في المئة من الأطفال بأنهم تعرضوا للتنمر في المدرسة. داخل المدارس، غالباً ما يحدث ذلك في الملعب (58 في المئة) وفي الصف (51 في المئة). أما في مجتمعات الأطفال، فيحدث عادة في الحي (92 في المئة) وفي الطريق إلى المدرسة والعودة منها (30 في المئة).

معظم الضحايا أكدوا أن الأداء المدرسي (45 في المئة) هو محور التنمر، يتبعه الأصل القومي، الإقليمي، الإثني، العرقي (34 في المئة)، ثم الثقافي (19 في المئة)، والتعبير الجنساني الملحوظ (14 في المئة)، والمظهر (13 في المئة).

نصف الأطفال تقريباً (47 في المئة) قالوا إنهم لم يفعلوا شيئاً حيال تعرضهم للتنمر، وقد أبلغ واحد من كل خمسة أطفال فقط (22 في المئة) موظفي المدرسة. 60 في المئة من الضحايا أبلغوا معلّميهم، و54 في المئة لجأوا إلى أحد الوالدين. وأفاد معظم الضحايا أن المعلمين عاقبوا المتنمر وأنّبوه (70 في المئة)، في حين أنّ 17 في المئة أفادوا بأن معلميهم تجاهلوهم. وقال 11 في المئة إن الأساتذة وفروا أنشطة ومناقشات تتعلق بالتنمر في الفصول الدراسية.

53 في المئة من الأهل والمعلمين لم يسمعوا بمصطلح «التنمّر»!

وفقاً للمستطلعين، تغيب 16 في المئة من الأطفال ممن تعرضوا للتنمر يوماً أو أكثر عن المدرسة، و12 في المئة تركوا المدرسة نهائياً، وقال 17 في المئة إنّ علاماتهم تراجعت، وأفاد 29 في المئة من مقدمي الرعاية أن علامات أطفالهم انخفضت.
ربع الأطفال (27%) تحدثوا عن عدم وجود قواعد تمنع التنمر في مدارسهم، وأكد 20 في المئة أنّ معلميهم لا يتخذون إجراءات فورية لوقفه، في حين أظهرت الدراسة أن الغالبية الساحقة من الأطفال (93 في المئة) ترغب بأن تتخذ مدارسهم إجراءات فورية لمنع التنمر. فيما يعتقد 90 في المئة من مقدمي الرعاية أنّ هناك حاجة إلى وضع برامج لمواجهة هذه الآفة في المدارس.