خبر

حوار الأمين العام لحزب الله على قناة الميادين يتحوّل حدثاً إقليمياً ودولياً… رغم محاولات الإنكار

حوار الأمين العام لحزب الله على قناة الميادين يتحوّل حدثاً إقليمياً ودولياً… رغم محاولات الإنكار
نصرالله: جاهزون للجليل وصواريخنا الدقيقة كافية… والخطأ الإسرائيلي سيشعل حرباً
الحريري يتمسّك بحكومة 8 – 10 – 12… وبعبدا تردّ أن الثلاث عشرات كذبة

كتب المحرّر السياسيّ – البناء

تحوّل الحديث الذي أدلى به على مدى ثلاثة ساعات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لقناة الميادين إلى حدث أول على المستويين الإقليمي والدولي، لما تضمنه من معلومات توضح مسارات الكثير من الأحداث التي تطرح حولها التساؤلات، وما حفل به من رسائل سدّدها السيد نصرالله في المرمى الإسرائيلي بصورة رئيسية، بالنيابة عن محور المقاومة الذي تشكل المقاومة في لبنان رأس حربته وقيمته المضافة، ويشكل قائدها الركن الأبرز في قيادة محور المقاومة لجهة القدرة على توجيه الرسائل والتعبير عن حاصل التشاور بين أركانها وقادتها.

محاولات الإنكار الإسرائيلية لم تنجح في حجب الاهتمام في الصحافة والتلفزة والرأي العام، حيث الإجماع على أن الحوار حاز أوسع مشاهدة بين الإسرائيليين، وحيث تعليقات المشاهدين تجمع على تصديق ما يقوله السيد نصرالله قياساً بما يقوله قادة الكيان، بينما التعليقات على كلام السيد نصرالله شملت كل وسائل الإعلام العالمية، بحيث لم تخلُ وسيلة إعلام من زاوية مخصصة للتعليق على كلام السيد نصرالله أو لعرض أبرز الرسائل التي تضمنها كلامه.

شرح السيد نصرالله بالتفصيل سياق الانسحاب الأميركي من سورية والمفاوضات التي سبقته لمقايضة هذا الانسحاب بانسحاب إيران وحزب الله، وكيفية فشل مشروع المقايضة. وفكك الفرضيات التي وضعت الإنسحاب في دائرة الخطوة المفاجئة أو الانفعالية والمزاجية، مؤكداً أنها ثمرة فشل المشروع الأميركي في المنطقة من أفغانستان، حيث التفاهم مع طالبان يكتمل، تمهيداً للانسحاب، إلى إيران التي لم تنفع محاولات الحصار بتفخيخ وضعها الداخلي، واليمن حيث الحرب بلغت مداها ولم تحقق أهدافها، وسورية حيث النصر يقترب من نهاياته، وحيث حلفاء أميركا يتسابقون إلى دمشق، ومغزى زيارة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو لفرملة الانهيارات في صفوف حلفاء واشنطن من تركيا إلى الجماعات الكردية، وخصوصاً الحكام العرب وفي طليعتهم الخليجيون.

مساحة هامة منحها السيد نصرالله لتحليل وشرح وتقديم معلومات تفصيلية عن صفقة القرن التي كانت محور السياسة الأميركية لتغيير المعادلات المحيطة بالقضية الفلسطينية وبمحور المقاومة، وكيف أصابها في الصميم ثبات الشعب الفلسطيني وتشكيله سداً أمام قدرة أي طرف فلسطيني على تقديم الشراكة فيها، وبالتالي سقوط رهان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على لعب دور العراب للصفقة، وسقوط الرهان الأميركي الإسرائيلي على الشراكة معه، وفشل تحالف المأزومين الثلاثة، الأميركي والإسرائيلي والسعودي في صناعة إنجاز.

على خلفية هذين البعدين توغّل السيد نصرالله عميقاً في الوضع الإسرائيلي، مركزاً على الفشل في جبهات سورية وغزة ولبنان، حيث سورية تزداد قوة والرهان الإسرائيلي على إسقاطها هو الذي سقط، ومثله الرهان على إخراجها من محور المقاومة، مثلهما الرهان على منع مرور السلاح النوعي للمقاومة عبرها، وسورية تملك قدرة ردع وشبكة دفاع جوي يجب على «إسرائيل» عدم التورط في اختبار قدرتهما، وفي غزة فشل عسكري وسياسي، حيث فرضت قوى المقاومة معادلاتها في المواجهة الأخيرة، أما في لبنان فعملية الجليل التي تشكل أحد خيارات المقاومة في أي حرب مقبلة زادت فرصها مع عملية درع الشمال الإسرائيلية، والصواريخ الدقيقة بيد المقاومة وبما يكفيها في أي حرب مقبلة.

الرسالة الأهم التي وجهها السيد نصرالله كانت للقيادة العسكرية الإسرائيلية لعدم التورط في أي خطأ في التقدير تحت ضغوط رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو المأزوم انتخابياً، لأن مثل هذا الخطأ سيشعل حرباً مليئة بالمفاجآت التي ستجعل إسرائيل تندم.

لبنانياً، بالإضافة لكلام السيد نصرالله الهادئ والداعي للتهدئة، تأكيده متانة العلاقة برئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، والانفتاح على التعاون مع الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، على قاعدة التمسك بتمثيل اللقاء التشاوري، تأكد التعثر الحكومي مع فشل اجتماعات باريس التي جمعت الحريري بوزير الخارجية جبران باسيل، فتمسك الحريري بحكومة ينال فيها فريق الرابع عشر من آذار 12 وزيراً مقابل حصة لرئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر بـ 10 وزراء وحصة للثامن من آذار بـ 8 وزراء، وقام إعلامه بتسويقها بصفتها صيغة ثلاث عشرات، حيث لا يملك أي فريق الثلث المعطل، حاسباً وزيري اللقاء الديمقراطي على قوى الثامن من آذار، ما دفع رئاسة الجمهورية إلى الردّ بالحديث عن كذبة الثلاث عشرات.

نتنياهو خدمنا…

كسرت إطلالة الثلاث ساعات أمس الصمت، بعث خلالها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله برسائل الى الداخل والإقليم والعدو الإسرائيلي بلغة مشبعة بالقوة والانتصار، لا سيما في ما خص قواعد الاشتباك مع العدو الإسرائيلي.

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مقابلة مباشرة على الهواء مع قناة الميادين، فشل العملية التي أطلقتها «إسرائيل» على الحدود مع لبنان تحت عنوان «درع شمالي»، واعتبر أن المفاجئ بالنسبة للحزب أن «الإسرائيلي تأخر في اكتشاف هذه الأنفاق ما يؤكد فشل الاستخبارات الإسرائيلية». ورأى أن «إعلان نتنياهو وطاقمه بأن الأنفاق كانت تمهّد لعملية الجليل خدمنا وأكد أننا صادقون».

وربط السيد نصر الله عملية الدخول إلى الجليل بحصول عدوان على لبنان، وقال إنهم الإسرائيليون «لن يعلموا من أين سندخل إلى الجليل وهي لن تحصل إلا في حال العدوان على لبنان». وتوعّد «إسرائيل» بأنها «إذا اعتدت على لبنان فستندم لأن ثمن الاعتداء سيكون أكبر بكثير مما تتوقعه».

وأكد السيد أن «أي اعتداء إسرائيلي حرباً أو اغتيالاً، لعناصر حزب الله في لبنان وحتى سورية سنردّ عليه»، محدداً «أي عملية ضرب أهداف محددة هي محاولة لتغيير قواعد الاشتباك سنتعامل معها على هذا الأساس»، وتابع «المقاومة وكل محور المقاومة جاهزون للردّ في حال حصول أي عدوان».

نقف خلف الدولة

ولفت نصر الله إلى أن «المقاومة لم تتدخل في مسألة ترسيم الحدود وهي من شأن الدولة، فنحن نقف خلف الدولة والجيش في موضوع الجدار وعلينا انتظار تصرفها ليبنى على الشيء مقتضاه». وكشف امتلاك الحزب صواريخ دقيقة «وبالعدد الكافي للمواجهة في أي حرب مقبلة وضرب أي هدف نريده».

وتوجّه السيد نصر الله للإسرائيليين بالقول إن عليهم أن ينصحوا نتنياهو «بتسهيل حصول حزب الله على صواريخ دقيقة من أجل مصلحتهم»، وأكد «تمّ إنجاز حصولنا على الصواريخ الدقيقة ومحاولة نتنياهو منعها عبر قصف سورية غير مجدية».

وقد حظيت إطلالة السيد نصرالله اهتماماً كبيراً وتغطية استثنائية من قبل إعلام العدو، ويقول خبراء في الشأن الإسرائيلي لـ«البناء» إن «رصد الاعلام الإسرائيلي لمواقف السيد نصرالله أمس، ليست الأولى، لكن مقابلته التلفزيونية المباشرة على قناة الميادين كانت الأكثر اهتماماً ومتابعة الى حد أن بعض مواقع التواصل الاجتماعي قام بنقل المقابلة مباشرة»، مذكرين بنقل الإعلام الإسرائيلي خطابات نصرالله ابان حرب تموز». وأوضح الخبراء أن «هناك مجموعة من العوامل دفعت بالرأي العام الإسرائيلي لمواكبة المقابلة أبرزها اهتمامه بمعرفة موقف حزب الله من عملية درع الشمال لا سيما بعد صمت الحزب طيلة فترة العملية وللتأكد من تطمينات قادة الاحتلال من جدوى هذه العملية ومدى تمكّنها من حماية الجبهة الشمالية والجليل تحديداً من هجمات حزب الله، الى جانب اهتمامه بالملف السوري ومدى نجاح التحرك العسكري الذي يقوم به جيش الاحتلال في تحقيق أمن الجبهة الإسرائيلية مع سورية لا سيما في الجولان وقدرته على قطع شريان نقل السلاح الاستراتيجي الى حزب الله».

وأشار الخبراء الى نوعين من ردود الفعل في «إسرائيل»: «الرسمية التي عبر عنها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي استخدم سياسة الإنكار والتخفيف من وطأة كلام نصرالله والتشكيك بروايته، وهذه تندرج في إطار المزايدات السياسية الداخلية والحسابات الانتخابية»، ويشير خبراء الشأن الإسرائيلي الى تعليق وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الأسبق آفي ديختر الذي يُعبر عن حقيقة الصدمة التي أحدثها كلام الأمين العام لحزب الله في أوساط القيادة الأمنية والعسكرية الصهيونية، اذ قال ديختر بوضوح إن «على إسرائيل الاستعداد للبحث عن الأنفاق مجدداً»، مؤكداً رواية السيد نصرالله حول الوضع العسكري والأمني على الحدود مع لبنان، بينما دعا رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء في الاحتياط، عاموس يدلين، الى أخذ كلام نصرالله على محمل الجد، ما يعني بحسب الخبراء أن السيد «استطاع إيجاد حالة من الشرخ بين المسؤولين الإسرائيليين ولو لم تخرج الى العلن».

في حين أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية رواية السيد نصرالله بأن «حزب الله لديه وسائل أخرى غير الأنفاق للدخول الى الجليل»، أما ما شغل إعلام العدو بشكل واسع وأحدث قلقاً كبيراً فهو تصريحات السيد في الملف السوري الذي يُشكّل تحولاً في الساحة السورية التي تحمل إمكانية أكبر للاشتباك العسكري». فقد نجح السيد نصرالله وفق الخبراء في الحرب النفسية التي يجيدها بكفاية عالية بـ»توجيه الرسائل التي أراد، حيث ظهر ذلك في بعض التعليقات الإسرائيلية الموافقة على توجه السيد بأفضلية امتلاك الحزب للصواريخ الدقيقة بدلاً من غير الدقيقة حرصاً على سلامة المستوطنين الصهاينة، ما يؤكد مصداقية نصرالله وتكذيب الروايات الاسرايلية».

وقال محرر الشؤون العبرية في قناة المنار حسن حجازي لـ«البناء» إن «السيد نصرالله نجح في بث الرعب داخل الرأي العام الصهيوني، لكنّ هناك جزءاً من الرأي العام لا يزال مقتنعاً بقوة جيشه وقدرته على الدفاع عن المستوطنين وجزءاً آخر يصدّق السيد نصرالله ويتهم حكومته بأنها تجاهلت عمل حزب الله في مراكمة قدراته العسكرية عبر السنوات الماضية»، وأوضح حجازي بأن «السيد نجح في تثبيت رسائل الردع مع إسرائيل في جبهتي لبنان وسورية، لكن ربما لن يؤثر ذلك في الخطاب الإعلامي والسياسي لنتنياهو، إلا أنه سيؤثر في النقاشات العسكرية والسياسية داخل قيادة العدو ما سيدفع الى تعديل الخطط والتوجهات والإقلاع عن بعض الخيارات الانتحارية لا سيما أن السيد تحدّث باسم محور المقاومة ما يعد رسائل جدية وحازمة الى إسرائيل»، كما أوضح حجازي أن «التأثير الكبير الذي يحدث هزة سياسية داخل إسرائيل هو ترجمة خيارات نتنياهو في الميدان ومن أن يؤدي أي تطور عسكري الى انتكاسة جديدة لجيش الاحتلال كما حصل عقب حرب تموز عام 2006 وحرب غزة الأخيرة حيث استقال وزير الحرب».

وكانت قوات الاحتلال استأنفت أمس، أعمال رفع السواتر الترابية خلف الشريط التقني مقابل منتزهات الوزاني، ونقلت الأتربة والصخور الى الجهة الجنوبية من بلدة الغجر.

الوضع في سورية أفضل

وفي الشأن السوري، أكد نصر الله أن الوضع في سورية اليوم «في أفضل حال مقارنة بالعام 2011، لكن لا يمكن الحديث عن إنجاز شامل»، حيث إن هناك مأزقاً كردياً تركياً أميركياً في ما يتعلق بشرق الفرات.

ورأى أن الجيش السوري وحلفاءه قادرون على حسم المعركة في الشمال السوري، وأردف أنه «عند الانتهاء من داعش في شرق الفرات فإن الجيش السوري وحلفاءه سيرتاحون»، ووفق السيد نصر الله فقد تمّ استكمال التعزيزات لتحرير إدلب، لكن «تركيا منعت ذلك تحت أسباب إنسانية»، معتبراً أن «الخيارات مفتوحة بالنسبة لإدلب لكن الأولوية هي للحل السياسي».

وحول الانسحاب الأميركي من سورية، رأى نصر الله أن ترامب كان «صادقاً بوعوده الانتخابية وحقق جزءاً منها، بينها مسألة إرسال القوات الأميركية للخارج». وكشف أن الأميركيين «أبلغوا الروس أنهم مستعدون للخروج بالكامل من سورية مقابل خروج الإيرانيين»، مشيراً الى رفض السوريين هذا المطلب». وهدّد بأن «هناك احتمالاً باتخاذ قرار بتعاطٍ مختلف مع الاعتداءات الإسرائيلية».

في قضية عودة سورية إلى جامعة الدول العربية، كشف نصر الله أنه جرى نقل رسالة لدمشق لتطلب بنفسها ذلك، لكن الرد السوري كان «بأن من أخرجها من الجامعة عليه بنفسه إعادتها»، وأكد أن «هناك مسؤولين عرباً كباراً بينهم أمنيون زاروا سورية لا يمكنني الكشف عن هويتهم».

العلاقة مع عون جيدة

وأكد نصر الله أن العلاقة مع الرئيس ميشال عون «هي على ما هي عليه من المودة والتوافق. وهناك تواصل بيني وبينه لحل أي التباس». موضحاً أن «التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني ما زال قائماً وصامداً». وأكد تمسك الحزب بتمثيل اللقاء التشاوري، وأضاف «هناك مساعٍ جدية حالياً لتأليف الحكومة»، كما نفى نية الحزب تغيير اتفاق لطائف أو المثالثة معلناً استعداد الحزب للحوار على استراتيجية دفاعية وطنية.

وفي الوضع الاقتصادي، شدد على أن المعركة ضد الفساد «طويلة وصعبة ومعقدة»، مشيراً إلى أنه «يجب إيجاد تغييرات في القوانين لحل مشكلة الفساد في لبنان».

وأكدت مصادر مطلعة في 8 آذار لـ«البناء» ان «إسرائيل» بعد كلام السيد نصر الله لن تجرؤ على اختراق قواعد الاشتباك. فالأمين العام لحزب الله كان واضحاً عندما أكد أن أي عملية ضرب أهداف محددة هي محاولة لتغيير قواعد الاشتباك سيتعامل معها الحزب على هذا الأساس لا سيما أن قواعد الاشتباك التي أسسها محور سورية وحلفاؤها، باتت عنواناً استراتيجياً سيشكل تطوراً جديداً في وجه أي حرب او عدوان. واعتبرت المصادر ان كلام السيد عن امتلاكه الصواريخ الدقيقة المخصصة لاستهداف مواقع محددة هدف الى إثارة القلق في كيان العدو الإسرائيلي والبلبلة في صفوفه من منطلق أن توازن الرعب بات واقعاً ولم يعد افتراضياً.

وأكدت مصادر نيابية في التيار الوطني الحر لـ«البناء» أن كلام السيد نصر الله كان واضحاً لجهة العلاقة المتينة بيننا وبين حزب الله، مشددة على ان كلام حزب الله عن وثائق ويكيليكس وحرب تموز أكبر برهان على عمق الثقة بين السيد حسن نصر الله ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون والوزير جبران باسيل، معتبرة ان بعض التباينات حيال ملفات داخلية لا يفسد في الودّ قضية وتحالفاً. وأبدت مصادر التيار ارتياحها لمواقف السيد نصر الله الإيجابية لجهة التمسك بالطائف بعيداً عن أي تعديل أو تحقيق المثالثة أو إلغاء المناصفة.

أما على خط اللقاءات الحكومية، فيوم الخميس بات على الأبواب من دون اي جديد يدعو الى التفاؤل بقرب تأليف الحكومة. ومع ذلك واصل الرئيس المكلف سعد الحريري لقاءات في باريس حيث اجتمع أمس، مجدداً بالوزير جبران باسيل الذي من المفترض ان يعاود نشاطه في بيروت اليوم، علماً ان لقاء باسيل بالحريري جاء عقب اجتماع الرئيس المكلف برئيس حزب القوات سمير جعجع يوم السبت. وفي هذا الإطار أكدت مصادر حزب القوات ان الدكتور سمير جعجع سهل عملية التأليف وتنازل بما فيه الكفاية، ولذلك نحن لم نعد معنيين بعملية تبديل الحقائب، مشددة في حديث لـ«البناء» على أن حزب القوات لن يقبل ان تصل المقايضة الى حصته، قائلة إن الرئيس الحريري رفض مطلب الوزير جبران باسيل المجحف أن تتنازل القوات عن مقعد وزاري لتصبح حصتها 3 وزراء، مؤكداً أن الرئيس المكلف وجعجع أكدا أن المصلحة تقضي الاستعجال بالتشكيل.

وبالتوازي أشارت مصادر معنية بالتأليف لـ«البناء» إلى أن حلّ أزمة الحقائب على خط عين التينة الرابية ليست بالمعقدة إذا وافق النائب السابق وليد جنبلاط على التخلي عن وزارة الصناعة لحركة أمل، مشددة على أن قبول جنبلاط من شأنه أن يسهل الأمور، بحيث يقبل الرئيس نبيه بري التنازل عن حقيبة البيئة لصالح تكتل لبنان القوي، معتبرة أن الاتفاق من جديد على توزيع الحقائب من شأنه أن يسرع في عملية التأليف لا سيما ان تمثيل اللقاء التشاوري بات محسوماً بالتوازي مع صيغة الثلاث عشرات، بعيداً عن الثلث الوزاري المعطل، لافتة الى أن المطروح باختيار اسم من الأسماء الثلاثة التي يريدها اللقاء، وإن بالفصل بين حصة الرئيس والتيار كمخرج.

غير أن مراقبين أبدوا استغرابهم الشديد لانتقال المفاوضات الحكومية الى العاصمة الفرنسية بدلاً من بيروت، في حين أن على الرئيس المكلف استكمال مشاوراته وتواصله في بيروت ومع الأطراف المعنية بالعقدة المتبقية لا سيما مع اللقاء التشاوري الذي أكدت مصادره أنه لم يبحث أحد معه في مخارج عقدة تمثيلهم.

وبحسب المعلومات فإن الحريري يعود الى بيروت خلال الساعات القليلة المقبلة لاستئناف مشاوراته على أن يحسم أمره الاسبوع الحالي، إلا أن قناة «أم تي في» أوردت نقلاً عن مصادر بأن «باسيل أعاد تعويم فكرة أن يكون الوزير السني من حصة الحريري واستعادة الوزير المسيحي من الحريري ويبقى له الثلث المعطل»، مشيرة إلى أن «الحريري رفض هذا الطرح رفضاً قاطعاً بأن يكون الوزير السني من حصته».

ولفتت المعلومات إلى أن «الحريري سيعود إلى بيروت مساء الأحد ليبني على الشيء مقتضاه وسيعطي أياماً قليلة لمزيد من الحوار للوصول إلى حل»، موضحة أنه «إذا استمرت العرقلة إما يقدّم تشكيلة يراها مناسبة أو يحمّل المعرقلين المسؤولية ويسمي الأشياء بأسمائها ويعتذر وينضم للمعارضة »، وأشارت القناة إلى أن «باسيل حاول القوطبة على الحريري بالتهديد بالتصعيد، وهو يحاول اللعب على حافة الهاوية». مؤكدة أن «الحريري يتجه إلى خطوات حاسمة تكسر حالة المراوحة هذا الأسبوع»، إلا النائب سليم عون بشر بأننا «أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من تشكيل الحكومة»، معتبراً أن «تقسيم 3 عشرات للحكومة هو كذبة»، في المقابل رفض جعجع أي توجه لإعادة توزيع الحقائب».

وأكد النائب عبد الرحيم مراد لـ«البناء» ان الامور لا تزال تراوح مكانها، مشدداً على ان احداً لم يتصل باللقاء التشاوري للبحث معه في عملية التأليف، فلم يتصل احد بنواب اللقاء التشاوري ولم يتم وضعنا حتى الساعة بصورة الاتصالات، مع تشديده على ان اللقاء التشاوري لن يتراجع عن حصته، ومتوقفاً عند تمسك الأمين العام لحزب الله بتمثيل التشاوري بوزير في الحكومة العتيدة، الأمر الذي يثبت مجدداً ان حزب الله لن يتراجع عن دعم مطلبنا المحق، قائلاً نحن مصرّون على التمثيل في حكومة الوحدة الوطنية، وعلى «أن يكون الشخص الذي سيوزر ممثلاً حصرياً للقاء التشاوري»، مجدداً التأكيد على ان التعطيل لا يتحمل مسؤوليته اللقاء التشاوري، فعدالة التمثيل وتطبيق المعيار الواحد يلزم المعنيين بتمثيلنا المحق وفقا لنتائج الانتخابات. ورأى ان هناك عراقيل تعترض التأليف تتصل بالحقائب بدليل أن الاتصالات عادت لتنشط لتذليل العقد أمام إعادة توزيع بعض الحقائب.