خبر

اتحاد بلديات ثانٍ في جبيل: توسيع أم تقسيم؟

ليا القزي – الأخبار

 

عاد الحديث عن إنشاء اتحاد جديد لبلديات جبيل، يضمّ بلديات الجرد الجنوبي، ويدعم هذا الخيار رئيس بلدية العاقورة. في حين أنّ رئيس الاتحاد فادي مارتينوس، يعتبر أنّ الحلّ يكمن في توسيع الاتحاد الحالي.

من أصل 40 بلدية في قضاء جبيل، لا يضمّ اتحاد بلديات القضاء سوى 13 بلدية. الأمر على هذه الحالة، منذ تأسيس الاتحاد في ثمانينيات القرن الماضي، وصدور القانون وقد ذُكرت فيه بالاسم البلديات التي يحقّ لها الانضمام: قرطبا، جبيل، عمشيت، العاقورة، إهمج، ميفوق – القطارة، حالات، جاج، ترتج، نهر إبراهيم، المنصف، فتري، لاسا. سنوات مرّت، من دون أن يُبادر أحد إلى اتخاذ قرار توسعة الاتحاد ليضمّ بقية البلديات. لا بل قد يكون القرار، بإبقاء هذا الملّف مُقفلاً، إذ لا مصلحة لأصحاب النفوذ البلدي والسياسي، في ذلك. مع الإشارة إلى أنّ عدم توحّد البلديات تحت إطار اتحاد، يحرمها العديد من الخدمات، كقبول الهبات.
يقول أحد السياسيين الجُبيليين إنّ «السياسة كانت دائماً تتحكّم في الاتحاد، منذ أيام ريمون إدّه، مروراً بحُكم آل المرّ في وزارة الداخلية ورغبتهم في وجود رئيس للاتحاد يتماهى معهم في السياسة، وصولاً إلى من بات يُهوّل من أنّ دخول البلدات (التي ينتمي أبناؤها إلى الطائفة) الشيعية إلى الاتحاد سيقلب موازين القوى ويُغيّر المعادلة».

الحديث عن وضع اتحاد بلديات جبيل، عاد مؤخراً ليأخذ حيّزاً واسعاً من النقاش في المنطقة. فئة تُطالب، بإنشاء اتحاد ثانٍ لقرى جرد جبيل الجنوبي، وأبرز هؤلاء رئيس بلدية العاقورة (عضو في الاتحاد) منصور وهبه. أمّا الفئة الثانية، فترفض فكرة التقسيم، مُعتبرةً أنّ الأجدى هو توسيع الاتحاد ليضمّ كلّ البلديات. رئيس بلدية قرطبا، رئيس اتحاد جبيل، فادي مارتينوس من أنصار الطرح الأخير. وبين الاثنين، يؤكد النائب سيمون أبي رميا أنّ الرئيس ميشال عون يدعم خيار التوسيع وليس التقسيم. نائب جبيل أيضاً يعتبر أنّ «البلديات التي تطرح خيار إنشاء اتحاد ثانٍ، ليست لديها المقومات المادية لهذه المسؤولية».

البلديات التي تُريد إنشاء اتحاد ثانٍ هي العاقورة، لاسا، المجدل، المغيري، الغابات، المزاريب وعرستا، عين الغويبة، اللقلوق، يانوح وهدينه، «وقد شكّلنا نواة لجنة، منذ قرابة السنتين، تمهيداً لتأسيس اتحاد جديد»، يقول أحد رؤساء هذه البلديات، مُعتبراً أنّه «كلّما كان الاتحاد أصغر، كلّما كانت النتائج أفضل، ويتدنى اصطدام الأهداف التنموية بالحسابات السياسية». حجّة هذه البلديات في التسويق لاتحاد ثانٍ، تنقسم إلى شقيّن. الأول، «التباعد الجغرافي بين البلديات وغياب الهمّ الواحد والأهداف التنموية المُشتركة». أما الثاني، فهو «عرقلة تعديل النظام الداخلي من قبل بعض البلديات، التي لا تُريد إفساح المجال أمام زميلاتها للانضمام إلى الاتحاد». بالنسبة إلى رئيس البلدية الذي رفض الكشف عن اسمه، «فالتنافس الضمني بين عاقورة وقرطبا، هو الذي يمنع إتمام المشروع. فمارتينوس يعتبر أنّ وهبه يُريد إنشاء اتحاد جديد من أجل أن يترأسه ويُنافس الاتحاد الأول».

«هذا الاتحاد (المنوي إنشاؤه) ليس ضدّ أحد»، يقول رئيس بلدية العاقورة منصور وهبه. «الأحد» في هذه الحالة هو فادي مارتينوس. يؤكد وهبه أنّه «بإمكان قرطبا أن تكون جزءاً من اتحاد بلديات جرد جبيل الجنوبي، وتترأس هي الاتحاد». ما الداعي إذاً إلى إنشاء اتحاد جديد؟ يوضح الرجل أنّ أي إنشاء اتحاد يستلزم وجود ثلاثة شروط: «الجغرافيا الواحدة، المشاريع العمرانية المشتركة، والوحدة الاجتماعية». تغيب هذه المعايير عن الاتحاد الحالي، «فلا أجد ما يجمعني مع البلديات الأخرى. استقلالية الجرد بلدياً تسمح بإقامة المشاريع وخلق فرص عمل وتثبيت الناس».

ولكن، لماذا لا يسير اتحاد بلديات جبيل على خطى اتحاد بلديات كسروان – الفتوح مثلاً، الذي يضمّ كلّ البلديات المُستحدثة، جرداً ووسطاً وساحلاً؟ «اسألي رئيس الاتحاد (مارتينوس)، ليش لأ»، يُجيب وهبه. لا مانع أمام رئيس بلدية العاقورة في توسيع الاتحاد، «فيكون وحدة جامعة، وداخله مجموعات مُخصصة لكلّ منطقة جغرافية». ولكن، المشكلة أنّ «رئيس الاتحاد يقول إنّه ينوي توسيع الاتحاد، من دون أن نلمس ذلك».

في المقابل، يؤكد مارتينوس أنّ توسيع الاتحاد أمرٌ «طلبته من كلّ المسؤولين، وسنعمل عليه من أجل تحقيقه. استشرت الوزير السابق ناجي البستاني، في تعديل النظام الداخلي». الإجراءات تحضيراً لاستقبال بلديات جديدة بدأت، ومنها «تدشين مبنى جديد، يتسّع للجميع». بالنسبة إليه، لا مُشكلة من انضمام أي بلدية إلى الاتحاد، «فنحن أصلاً نُقدّم المساعدة لأي بلدية في جبيل، ونُعالج مشكلة النفايات في كلّ القضاء على نفقة الاتحاد من دون أن تتكبّد البلديات فلساً. ولكن العرقلة كانت في النظام التأسيسي، وعدم اتخاذ وزارة الداخلية طيلة العهود السابقة، قراراً بهذا الخصوص». لا يقتنع مارتينوس بتبرير الجغرافيا لإنشاء اتحاد جديد، «مش راكبة»، مُعتبراً أنّ كلّ ما يحصل «مصالح شخصية».