صحيفة السياسة الكويتية
مع تراجع ملف تشكيل الحكومة الغارق في خلافات الأحجام والحصص، تقدّم “تشريع الضرورة” إلى الواجهة، وسط تباينات حول دستورية الخطوة في وجود حكومة تصريف أعمال، وإن وافقت غالبية الكتل النيابية على الجلسات التشريعية الأولى للمجلس النيابي الجديد، التي ستعقد غداً الأثنين وبعده.
وفيما يغادر رئيس الجمهورية ميشال عون في الساعات المقبلة إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكدت مصادر قيادية في “القوات اللبنانية” لـ”السياسة” أن الأمور الحكومية “مقفلة تماماً، وليس هناك ما يشير إلى ولادة قريبة للحكومة، بعدما ظهر بوضوح أن (التيار الوطني الحر) مصرّ على عدم الاعتراف بالآخرين، وعلى الإمساك بالثلث المعطل، للسيطرة على القرار الحكومي؛ وهذا يلقى معارضة واسعة، ولا يمكن القبول به”.
ومن كندا، اعتبر البطريرك بشارة الراعي أن “المسؤولين عندنا لا يستطيعون العمل على قيام الدولة واحترام الإنسان، أو إفساح المجال لغيرهم، وكأنه ممنوع على اللبنانيين البقاء في وطنهم، حيث نرى هجرة الشباب تزداد سنة بعد سنة، لعدم تأمين فرص العمل لهم بعد تخرجهم في الجامعات، وكأنَّ دولتهم تقول لهم لا مكان لكم في وطنكم، وهذا شيء مؤلم جداً لنا ولكم”. وتابع أن “الزيارات التي يقوم بها أبناء الجالية سنوياً إلى لبنان لها دلالات كبيرة، أولاها تعلقهم المستمر والدائم بوطنهم، رغم وجودهم في الغربة، ثم حرصهم على البقاء في أرضهم والاستثمار فيها”، معرباً عن أسفه لأن “المسؤولين السياسيين في لبنان يخرّبون أكثر مما يبنون”.
بدوره، قال النائب طوني فرنجية إن “لا بوادر لتشكيل حكومة في الوقت القريب”، متمنياً نجاح العهد، “لأن نجاحه نجاح للبنان وفشله فشل له… العهود الناجحة لا تقاس بما نالته من وزراء، بل بما قدّمت للبنان”. وأضاف: “لم يعد باستطاعة اللبنانيين التحمّل، وجزء منهم كان يعلق الآمال على هذا العهد، إلا أنهم يعيشون اليوم نوعاً من الإحباط، بعد تراكم الفشل في عدد من الملفات”. وقال فرنجية: “أنصار (التيار الوطني الحر) لم يناضلوا من أجل وزراء وأصهرة، بل ناضلوا من أجل لبنان؛ وهم ضحوا بأنفسهم وأموالهم وحياتهم من أجل البلد، لا من أجل الأشخاص. ليس العهد من يعرقل نفسه، بل المحيطون به، لأن فريق العمل هو الذي يقود إلى الفشل أحيانا”.
من جهته، رأى النائب السابق فارس سعيد أن “تشريع الضرورة؛ من أخبار الوضع الاقتصادي إلى تحضير لإضراب عام، كلها من أجل غاية واحدة (…) تشكيل حكومة بشروط (حزب الله) الذي لا يهمّه من يحصل على حصّة، إنما يهمّه أن تكون الحكومة دائرة للالتفاف على عقوبات أميركا ضد إيران في الدواء والغذاء والسلع الأساسية”. ونبّه سعيد إلى أنه “سيُعرض على شركات ومصانع لبنانية تأمين حاجات للسوق الإيراني بناء على طلب قريبين من (حزب الله)؛ تجّار ورجال أعمال، مقابل أموال نقديّة… افعلوا ما تشاؤون، ولكن احذروا العقوبات، فالعين على لبنان واسعة”.
إلى ذلك، أعلنت السفارة الأميركية لدى لبنان أن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي زار بيروت “لتأكيد التزام واشنطن الشراكة اللبنانية- الأميركية”. واجتمع راي إلى الرئيس عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وعدد من كبار المسؤولين اللبنانيين، وناقش معهم القضايا المتعلقة بتطبيق القانون والتعاون الأمني.