خبر

تل أبيب ــ موسكو: التفاهمات أولاً

روسيا و«طائرتها»: لا نبحث عن أخصام

صحيفة الاخبار

حالة الاستنفار الدبلوماسي والإعلامي الروسية بعد تحميل موسكو تل أبيب مسؤولية إسقاط مروحيتها مقابل شواطئ اللاذقية خفتت حدّتها مع مرور نهار أمس. روسيا التي توظّف طاقاتها وعلاقاتها لحماية ما أسّست له منذ تدخّلها في سوريا في أيلول من عام 2015 لا تبحث عن خصم جديد. تدير العلاقة مع أعداء دمشق وأخصامها على نحو يبقي كعبها العالي في الساحة السورية من دون تحطيم هؤلاء. هذا المسار تظهّر على نحو واضح مع تركيا ما بعد إسقاط طائرة السوخوي فوق ريف اللاذقية، وصولاً إلى تفاهمات أستانا. هذه العلاقة أبقت على دور أنقرة، لكنها أضحت لاعباً ثانوياً مقارنة بموسكو. ومع إسرائيل أيضاً، لم تقف موسكو في وجه ما تعتبره تل أبيب خطوطاً حمراً في ما يخص «التمركز الإيراني» و«نقل سلاح كاسر للتوازن إلى لبنان». لكنها حصّلت، بالتعاون مع حلفائها، خطوطاً حمراً لم تكن مواتية في السنين الأولى من الحرب: إسقاط الرئيس السوري ودمشق. كذلك، استطاعت دمشق أن ترسم مسار تحرير جزء ضخم من المدن والأرياف رغم التهديدات الأميركية والإسرائيلية والتركية. عملياً، وبالعودة إلى عدوان أول من أمس وتداعياته، فإن موسكو لن تعتبره مطلقاً «حادثاً عرضياً»، لكنها أيضاً لن تتعامل معه كاعتداء يولّد توتراً وخصومة. هي ستظهّر ردّ فعلها في غير اتجاه ولا يتصل فقط بتل أبيب. هذه الأخيرة ستبقي (كما أكد رئيس وزرائها أمس) على طبيعة عملها العدواني في الأجواء السورية، أما موسكو فهي ستستفيد من فرصة تعزيز حضورها العسكري «وهذه الخطوات سيلاحظها الجميع» حسب قول فلاديمير بوتين أمس. وفي هذا السياق ستكون الرسالة مسموعة في واشنطن على نحو أكبر، فالإدارة الروسية أمامها اليوم «حائط» أساسي تجاه مخططاتها في سوريا يتمثّل بالولايات المتحدة.