خبر

المبادرات الفردية محمودة ومشكورة

فؤاد مخزومي

يسعدني أن أكون بينكم في افتتاح مسجد النعمان، وأشكر ثقتكم الغالية. وأشكر خصوصاً الأخ العزيز أسامة النعمان، هذا الرجل المؤمن الذي فتح أمامنا وأمام المسلمين داراً جديدة لنجتمع على خطى الإيمان بالله وتوحيده. ولا ننسى الراعي الكبير سماحة مفتي المسلمين الدكتور عبد اللطيف دريان. إن هذه المبادرات الفردية محمودة ومشكورة، فالمساجد تجمع المسلمين، وتجمع الشباب حول مبادئ الإسلام وأخلاقياته الرفيعة. ولا أخفيكم أن طموحنا اليوم هو أن يحصل الجيل الجديد على هذه الأخلاقيات والمفاهيم التي نعتز بها ويحتاجها الوطن اليوم أيّما احتياج مثل التسامح والصدق والنزاهة والتشارك والحوار. فالإسلام دين العلم.. ومن واجباتنا أن يحصل شبابنا على الأخلاقيات الإسلامية من مصادرها خصوصاً عبر الدار الجامعة، دار الفتوى فهي الضمانة الأكيدة لتثقيف شبابنا وشاباتنا تعاليم ديننا السمح.
للمساجد دور عظيم في الإسلام، إنها بيوتُ الله تعالى وفيها يذكر اسمه الجليل. خير الأماكن لتربية المسلمين فهي تعلم الناس أن يعيشوا سوياً متكاتفين ومتضامنين. ولطالما خرّجت المساجد والمعاهد الدينية علماء أعلام وقادة كبار حملوا راية الإسلام.. للأسف، يتعرض الإسلام في وقتنا الحاضر لكثير من الإساءات، لذا علينا كمسلمين أن نثبت أنه دين التسامح والعيش المشترك.. دين أعطى المرأة حقوقها منذ أكثر من 1400 عام.. والمساجد هي مكان للتأمل والإلفة والأنشطة التربوية والاجتماعية.
وطبعاً، لا يمكن أن ننسى دور القرآن الكريم الذي لا يحثنا على تنفيذ تعاليم الدين الحنيف فحسب، بل على العلم والعمل. وهما اليوم سلاحنا. لذلك صار لزاماً علينا أن نحضر أجيالنا الجديدة لمواجهة التحديات بسلاح العلم والمعرفة لخوْض معركة وجودنا ونوعية حياتنا.. ومن الضروري إعادة النظر في البرامج التعليمية، وخاصة الجامعية منها، وتوجيه الطلاب إلى الاختصاصات التي يطلبها سوق العمل اللبناني أولاً، ومن ثم أسواق العمل المفتوحة للبنانيين مما يؤدي إلى تحجيم البطالة.
في هذه المناسبة العزيزة أتمنى أن أكون على قدر المسؤولية في خدمة أهل بيروت. أعدكم بأن أبقى على عهدي في العقد الذي أبرمته مع أهلي في بيروت وسأضع نصب عيني حاجاتكم الملحة في مختلف الملفات بدءاً من الأمن والتلوث والنفايات وصولاً إلى توفير السكن في بيروت الحبيبة للشباب الطالع وفرص العمل والكهرباء والدواء.
شبابنا لديه القوة ونحن لدينا الخبرة، وهناك إمكانية شراكة بيننا وبينكم لنبني لبنان الذي يقدر أن يعيش به الشاب اللبناني والذي حرمنا نحن منه. ومن الضروري بمكان العمل على إعادة دور الطائفة السنيّة الوطني الإسلامي والقومي. ونسأل الله عزّ وجل أن يسدد خطانا من أجل خير أهلنا في بيروت أينما كانوا وكيفما حلوا فأنتم كنتم الجسر.. وما زلتم الجسر.. وستبقون الجسر بين مختلف مكوّنات المجتمع اللبناني.