خبر

مصلحة المهندسين في “القوات” احيت ذكرى رمزي عيراني وتشديد على ضرورة بناء الدولة القوية

أحيت مصلحة المهندسين في “القوات اللبنانية” الذكرى السنوية لرمزي عيراني، في إحتفال أقامته في فندق فنيسيا – قاعة grand ballroom berytus بعنوان “من ظلم وحصار إلى حق وانتصار”، حضره نائب رئيس حزب “القوات اللبنانية” النائب جورج عدوان ممثلًا رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع والنواب: جورج عقيص، ادي أبي اللمع، سليم عون وأنطوان حبشي، وأمين سر تكتل “الجمهورية القوية” النائب السابق فادي كرم، النائب السابق إيلي ماروني، نقيب المهندسين في بيروت جاد تابت، نقيب المهندسين في طرابلس بسام زيادة، الصحافي علي الأمين بالاضافة الى ممثلي نقباء المهن الحرة، رؤساء الروابط والمهن الهندسية في الأحزاب، أعضاء مجلسي نقابتي المهندسين في بيروت وطرابلس وعائلة عيراني.

إستهل الحفل الذي قدمته الإعلامية ديامان رحمه بالنشيدين اللبناني والقواتي، ثم ألقى رئيس مصلحة المهنسين في “القوات” نزيه متى كلمة أكد فيها أن من اعتنق دينا سماويا اساسه الثبات والإيمان والتضحية، لن يتأثر بظلم ولن يحده حصار، من امن بقضية محقة عريقة مشرفة حقيقية لن يخاف من حقد ولن يردعه إنكسار، من التزم بوطن ضاقت به آفاق العز والمجد والكرامة والحرية، فكل من له حق وحليفه النصر والإنكسار هكذا هو غضب الشعوب التي أرادت التغيير فحققت. وقال: “هكذا سعت أصرت تابعت فأنجزت، هكذا قاومت ناضلت حررت فرفعت رايات المجد والإنكسار، هذه هي حركات الشعوب الطبيعية التي تتماشى بالتوازي مع أحداث التاريخ، فلحركة التاريخ إتجاه واحد، والصدق والمصداقية وجه واحد ولإكتساب الثقة طريق واحد، والمقاومة والنضال أسلوب واحد، والنتيجة لن تكون إلا بعنوان واحد وهو التألق والإنتصار. هذا ما كانت عليه القوات اللبنانية ولم تزل، بنظرتها الواضحة، بهدفها الثابت ومسارها المستقيم”.

بدوره، اكد الأمين أن “القوات اللبنانية” سجلت في الربع القرن الاخير، مسارًا نموذجيًا في النضال السياسي، أي في قدرة مجموعة سياسية تم إعتقال قائدها سمير جعجع وصودرت مؤسساتها، وتم إعتقال وتشريد المئات من مسؤوليها ومحازبيها، وتم تحميلها وحدها مسؤولية الحرب وجرت شيطنتها بكل النعوت، إلى الحد الذي لم يتخيل الكثيرون أنها يمكن أن تنهض وتتجدد وتنمو وتتمأسس في حزب، وهذا إن دل على شيء فهو يؤكد أن الإرادة والتصميم والقناعة بعدالة القضية كفيل بأن يغير القدر، ويلوي عنق الواقع مهما كان هذا الواقع عصيًا على أي تغيير.

وأضاف: “لم يكن رمزي عيراني مختلفا عن العديد من رفاقه وأقرانه على إمتداد الوطن، في تطلعه على الخروج من زمن الوصاية السورية ولا في نظرته إلى السيادة والإستقلال وقيام الدولة العادلة، لا سيما مع إكتمال تحرير لبنان من الإحتلال الإسرائيلي في العام 2000، إنما بالتأكيد كان عيراني وقضيته صنوان إلى حد التماهي. فلا تهاون في تبنيها، ولا حياد عن مسار النضال في سبيلها، ولا تخف أو خوف من مواجهة الظلم”.

وختم مشددًا على أن دماء رمزي لم تذهب هدرًا، بل لم تزل تزهر في مسيرة إستعادة الوطن والدولة والحرية.

وكانت كلمة لأنطوان حبشي أكد فيها أن دم الشهداء زرع إيمان، واسترجع مرحلة كان أساسيًا فيها أن يختفي الصوت، وأن الذي يستطيع أن يغير يكون موجودًا في مساحة زنزانة ومرحلة الظلم كان فيها مقياس والحصار إلى حدود قطع النفس كان. قاعدة ومرحلة كان فيها أن نتحرك مثل وطاويط الليل مع أن غيرنا كان وطواط الليل الحقيقي، كما استرجع مرحلة النضال مع رمزي عيراني وسط أجواء الخوف والملاحقة التي كانت سائدة، وقال له رمزي يا طوني صار بدا أن نتحرك بقوة ونصعد إلى بكركي ونرى البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، لأننا لا نستطيع ترك شباب “القوات”، رمزي الذي صار بدا أن نتحرك تحولت لصار بدا، وتحركه كسر الطوق عن سجن الدكتور سمير جعجع وعن سجن “القوات اللبنانية” في تلك المرحلة، مثل كرة الثلج كبرت وكبرت، حتى صار في 7 آيار 2018 صار بدا تكسر الطوق والحصار السياسي عن “القوات اللبنانية”، وصار بدا تحققت وكسر الطوق.

وقال:”رمزي نمط حياتك كان كسر للحصار، والذي يفكر أننا اليوم كسرنا الحصار يكون مخطئا. رمزي ورفاقه كتبوا شيكا في تلك الأيام، واليوم نصرفه مع مفعول رجعي. رمزي كسر الحصار لأنه ليس بداخله وهو من مدرسة مفتوحة على الجميع تمد يدها للجميع، تعرف أن تتخلى عن ذاتها عندما يكون هناك وطن، هو الهدف والقضية، ورمزي هكذا عمل. رمزي كسر الحصار في المكان الذي استشهد فيه، لأنه في تلك المرحلة من كان يستطيع الوصول إلى هناك غير الشخص الذي يمتلك روح صافية ومبادىء واضحة، وقادر أن يكسر كل الحواجز النفسية”.

وأضاف:”استشهدت في مكان وجودك بحد ذاته، وتنقلك هو كسر للحصار النفسي وكسرته، لأنها وصيتك من خلال عملك، كسرنا الحصار بهدؤنا وتقبل الصورة النمطية، كسرنا هذا الحصار وحققنا هذا الإنفتاح، عندما حققنا تفاهم معراب وعندما ذهبنا بإتجاه الإنتخابات، وبشكل عضوي قلنا نحن هنا وكانت نتيجتها مد اليد لكل الناس التي تتكلم بشكل سلبي وإيجابي. رمزي لن أقول لك أننا صرنا بواقع إنكسار، بل اننا بجسر العبور الذي حققته، بكسرك للحصار في تلك المرحلة، يعني أن القوات اللبنانية أكبر حجما بكثير من الذي وصلت إليه، وأنها الحلم بالذهاب بإتجاه بناء وطن ودولة”.

وأشار الى ان ما حققته “القوات” في 7 آيار صدى لـ 7 آيار الذي بناها رمزي، وهو ليس الا بداية تحقيق الحلم الذي بدأه، “القوات اللبنانية” كسرت الحصار ليس للذهاب إلى الإنتصار، بل لحمل هذا الوطن بكل مكوناته وجروحه، اكانت الجروح النفسية عند الأشخاص أو جروح تعب الماضي الذي نجرره وراءنا، أو جروح الذي لم ير أن الدولة تستطيع حمايته، نريد أن نتلقفه بإيجابية مثل إيجابية رمزي في تلك المرحلة للقول بان الإنتصار الفعلي هو عندما نحمل الوطن إلى الأمام، ونرفعه عاليًا.

وشدد على أن دم الشهادة الذي دفعه رمزي عيراني هو رمز الإنتصار الذي نذهب بإتجاهه، وهو الإيمان الذي نتابع به من دون كلل المسيرة التي بدأتها للوصول إلى لبنان الوطن، والدولة، والكفاءة، ولبنان الشفافية حيث لا مكان للمحسوبية. وكل إنسان يصل حسب كفاءته وكسر رمزي للحصار بشهادته ليس ألا البداية التي تسمح لنا اليوم بكسر مطلق حصار لقيامة لبنان.

أما عدوان فأكد أن رمزي يشكل في فكرنا المقاوم والقواتي محطة نقف كلنا عندها، ليس لقراءة الماضي، بل لقراءة الحاضر والمستقبل، إنطلاقا من المرحلة الصعبة التي مررنا بها. منذ 16 سنة كان الظلم والظلامية يخيمان على وطننا لبنان، في تلك المرحلة كان الناس خائفون ويتكلمون همسا ولا يتجرأوا على قول رأيهم، وسيطرت سلطة الوصاية على الجميع الذي لم يستسلم في العلن، يمكن أن يكون ضعف بين نفسه وإذا نظرنا في تلك المرحلة الى المستقبل الكل أعتقدوا أن الوقت قد توقف، ولم يعد هناك مستقبل.

وقال:”ظن الكل أنه في تلك المرحلة السوداء الصعبة في تاريخنا، أن الشمس لن تشرق كأنه في وقت من الأوقات وصلنا إلى خارج الزمن. في هذا الوقت بالذات، إلتقت مجموعة من الشباب، رفضت الأمر الواقع وقالت ان اليأس لا يجب ان يتسلل إلى قلوبنا، والأهم ألا يتسرب إلى عقولنا، لأن في تاريخ الشعوب والنضال، أي وقت يتسرب اليأس إلى قلوب الناس والمناضلين، تنتهي القضية. رمزي عيراني كان قياديا من بين هذه الشباب، وقرر أن يتكلم وألا يسكت ويرفض، وقرر أن يقف ويواجه، والأخطر قرر أن يواجه بسلم وإنفتاح، وبتحرك لا تشوبه شائبة. توقف الجلاد الظالم عند الأمر الحاصل مع هذه الجماعة، رئيسهم في السجن والإعتقال، بمساحة مترين ومتر، وهم لم يركعوا ولم يستسلموا، ولا يفهمون إذا سكتت عنهم الروح المقاومة ستتوسع وتنموا وخصوصا في الوسط الشبابي والطالبي وتنتفض، وتدريجيا، ستضعف السيطرة التي حققناها. أخذ قراره الجلاد واعتقل رمزي لم يوقفه، كما اعتقل بطرس خوند، الجلاد رأى أن رمزي لم يخف ولم يسكت ورأى أن اعتقاله بدل أن يضعفه ويبدل قناعته، قرر رمزي أن يرجع إلى بيته ويكمل نضاله وسيكون هذا الإعتقال نقطة إنطلاق واسعة. بدل أن يخاف رمزي خاف الجلاد، وعلى غباوته اعتقد أنه إذا أطفأ جسد رمزي فثورة روحه لن تنطفىء، فتبين أنه يمكن جسد رمزي انطفأ إنما روحه أشرقت شمس في 7 إيار لا ظلمة بعد نور”.

وأضاف عدوان:”الذين يجربون اليوم أن يحجبوا شمس “القوات” في مطلبها، في أن يكون دولة للمواطن والإنسان، ودولة قضية وحق وعدالة، لا تتعبوا، تستطيعون صنع خيال موقت لكن الشمس لا تحجب لا عند “القوات” ولا عند كل حر في لبنان الذي عود الكل على مر التاريخ، أنه سيبقى هناك أحرار، لن يستطيع أحد أن يحجب نور الشمس عنهم، ولا عن قضية لبنان، وطن الحرية والسلام والإنسان”.

وأشار الى ان الحصار الذي اعتبر البعض أنه سينجح، مع رمزي يجربه اليوم مع “القوات اللبنانية”، لأنها تريد محاصرة الفساد وحاصرته. وقال: “يحاصرون القوات لأنها لم تقبل بأن تأخذ حصتها وهي تعتبر أن الحصة للمواطن والدولة، وهي ليست لفريق بل ملك لكل الأفرقاء. ونحن كـ”قوات لبنانية”، ماذا نستطيع أن نقدم لرمزي وكل من استشهد من أجل أن يكون عندنا وطن وكيان ودولة، نستطيع أن نستمر بنضالنا ضد الفساد والفاسدين ضد الدويلة والذين يريدون ذل الإنسان والمواطن وتفريق اللبنانيين ويمذهبهم، وقتل روح الإنسان فيهم. هذا الذي نستطيع تقديمه لروح رمزي وكل من استشهد ودفع دمه مثله، رمزي وروحه لا ترتاح الا إذا قضينا على الفساد وبنينا الدولة”.

ولفت إلى أن غضب “القوات” هو بسبب عدم بناء الدولة وتراجعها إلى الوراء، وبسبب عدم تطبيق القانون على الجميع والسلاح غير الشرعي المهيمن على الدولة اللبنانية ويضغط على قرارها السياسي والفساد المستشري والكهرباء والصفقات. وإذا تكلمت “القوات” عن هذه الأمور، يتهمونها بمحاربة العهد، فـ”القوات” بعملها تريد أن يبني العهد الدولة، وتريد أن يعمل عكس ما صار آخر سنتين.

وسأل: “هل نحاصر “القوات”، لأنها لم تمش بكل هذه الأمور، فهي مهما حوصرت في الحكومة وفي مجلس النواب وإذا كل ما تآمرتم واتفقتم، فـ”القوات” ستبقى بنفس الشعار والموقف، وبنفس المتابعة، ولا يستطيع وزراؤكم تمرير أي صفقة في مجلس الوزراء، وفي المجلس النيابي لن تسكت عن أي امر غير شفاف. كل الأمور يجب أن تذهب إلى دائرة المناقصات واذا كانت مطابقة للقانون أو غير مطابقة، وانا هنا لأعد رمزي عيراني وكل شهدائنا أننا سنبقى على نفس الموقف ونمد يدنا للجميع للتعاون”.

وأضاف: “تناقشونا على الحصص التي نريدها، إتفاق معراب القوات، الم تؤمن الشق المتعلق بها؟ عندما تفاهمنا على الاتيان بالعماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، وساهمنا في وصوله، ما هي المساهمة التي نستطيع تقديمها القوات اللبنانية اكثر من ذلك؟اما أن نقدم هذه المساهمة وننتهي وينتخب الرئيس ويأتي البعض بعدها ليقول أنتم لم تنفذوا في إتفاق معراب الشق المتعلق بكم، ونحن انتخبنا العماد عون ومسرورين، وسنكمل بما يتعلق بفخامة رئيس الجمهورية، لأن الإتفاق كان مع الرئيس وليس أحد غيره، ولن نمشي بأي أمر غير مقتنعين به. لا تضيعوا وقتكم معنا، لن تغرينا لا الوزارات ولا الإدارات العامة، ولا غيرها، ولو كنا غير ذلك، لكنا خونة لرمزي عيراني والأجيال المقبلة، ولم نتعود الخيانة وتغيير مبادئنا. رئيس الحزب الدكتور جعجع سجن 11 عاما في زنزانة مترين بمتر ولم يتغير”.

وختم معاهدًا رمزي بالعمل من أجل بناء الدولة القوية التي يحلم بها اللبنانيون.

وقد تخلل الحفل عرض فيلم وثائقي عن مسيرة “القوات اللبنانية”، وتوزيع جائزة الشهيد رمزي عيراني السنوية على أربعة طلاب متفوقين.