اتهم عضو اللقاء الديموقراطي النائب فيصل الصايغ التيار الوطني الحر بعرقلة تشكيل الحكومة من خلال تدخله بتحديد احجام الاخرين وتمثيلهم في الحكومة المقبلة وحصة كل طرف سياسي فيها، مبديا استغرابه مقاربة التيار للملف الحكومي على النحو الذي يتناقض والشعار الذي رفعه وعمل وفقه في الاعوام السابقة عند تأليف الحكومات والانتخابات الرئاسية والقائم على الاقوى في بيئته ومن ثم انقلب عليه.
ورأى ان عملية التأليف لا تحتاج الى الوقت الطويل اذا كان المعيار يستند الى نتائج الانتخابات النيابية، داعيا التيار الى التواضع قليلا لناحية مطالبته الزائدة في الحصص الوزارية.
ورأى الصايغ في تصريح لـ “الأنباء” ان الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري يتعامل مع موضوع التأليف بطريقة واقعية، موضحا ان الحريري متجاوب مع طرح الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديموقراطي لجهة تمثيله في الحكومة المقبلة بثلاثة وزراء وهو مطلب لا تنازل ولا تراجع عنه لأنه حق من حقوقنا، ورأى ان التشكيلة الاخيرة التي اودعها الرئيس المكلف عند رئيس الجمهورية والتي تنتظر جواب الرئيس ميشال عون مقبولة وتعكس نتائج الانتخابات النيابية والتوازنات.
ولفت الصايغ الى القول: ان تمسكنا بالمواقع الوزارية الثلاثة ينطلق من المعايير التي وضعها التيار الوطني الحر القائمة على معادلة الاقوياء في بيئتهم، لافتا الى ان هذه المعايير عمل بموجبها وتمسك بها عندما وجد انها تناسبه ثم انقلب عليها عندما شعر بانها لم تعد تناسبه.
وراى ان هذا الاسلوب في التعاطي من شأنه ان يساهم في عرقلة تشكيل الحكومة، معتيرا ان من مصلحة التيار الوطني الحر حماية العهد.
واكد الصايغ على ان تمسكنا بالمواقع الوزارية الثلاث ليس موجها ضد الوزير طلال ارسلان الذي يبقى موضوعه خارج اطارنا السياسي وحصتنا الوزارية التي نعتبرها حقا من حقوقنا في حكومة ثلاثينية، لافتا الى ان الحزب التقدمي الاشتراكي تنازل في حكومات ثلاث عن حقائب وزارية ولم يعد على استعداد للتنازل، موضحا ان هناك استهدافا لحضورنا منذ اقرار قانون الانتخابات وصولا الى التحالفات التي جرت في الانتخابات وما رافقها من خطاب سياسي، مؤكدا اننا بقينا على خطابنا المعتدل ولم ندخل في السجال الطائفي والمذهبي.
واوضح ان كلام وليد جنبلاط عن العهد بأنه فاشل جاء في اطار ابداء الرأي وبمنزلة تقييم لاداء معين، ورأى ان من حق اي زعيم سياسي او اي جهة سياسية ابداء رأيها في اي موضوع من المواضيع، لافتا الى اننا كحزب وكتكتل نيابي قدمنا تنازلات ومبادرات وانتخبنا الرئيس ميشال عون وكنا ايجابيين لكن هذه الايجابية لم تقابل بالمثل مذكرا بالسجالات والحملات ابان فترة الانتخابات النيابية التي جرت وفق قانون ادخلنا في الاجواء المذهبية والطائفية عدا عن الانقسام الوطني، مذكرا كيف ان اصواتا قليلة نالها المرشح المسيحي من المسلمين والعكس صحيح، مشيرا الى ان احد مآخذنا على العهد هو هذا القانون الذي ارتضيناه على مضض تسهيلا للعهد.