خبر

رأس بعلبك تلملم آثار الكارثة

عيسى يحيى – الجمهورية

لم يصحُ أهالي بلدتَي القاع ورأس بعلبك من وقعِ الكارثة الطبيعية التي حلّت عليهم عصر الأربعاء وكانت أشبَه بتسونامي خلّفت وراءَها أضراراً لم تمرّ على أهالي المنطقة منذ عشرات السنين، وكان لها وقعُ النكبة عليهم، ما استدعى تحرّكاً رسمياً يخفّف عنهم عبءَ النتائج التي وقعت.
لا تزال تداعيات وأضرار السيول الجارفة التي ضَربت البقاع الشمالي ترخي بثِقلها على المواطنين هناك، بعد أن بات بعضهم ليلته خارج منزله جراء دخول المياه والوحول، وتضرّرت البنى التحيتة في المنطقتين بنِسب كبيرة، فانقطع التيار الكهربائي وتضرّرت شبكات المياه والصرف الصحّي، إضافةً إلى تضرّر عددٍ كبير من السيارات التي جَرفتها السيول، وتضرُّرِ المحالّ التجارية والمستودعات، وجسرٍ يربط بين محلّتين في بلدة رأس بعلبك، ناهيك عن تضرّرِ مجرى السيل وانهيار جدرانه، ما يُنذر بكارثة أكبر فيما لو ثارت الطبيعة مرّةً أخرى.

وعليه، عَمدت فرَق الدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني منذ أمس على بدء شفطِ المياه من المنازل والمحال التجارية،وحضَرت فرَق الصيانة في مؤسسة كهرباء لبنان وعملت على إصلاح الأعطال بالكامل، وضجّت المنطقة اليوم بالمسؤولين للوقوف على الأضرار والبحث في الحلول الممكنة والسريعة، حيث كانت زيارة للأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير الذي عاينَ وفريقاً من الهيئة الأضرارَ، وبدأت عملية مسحٍ شاملة لها بالتعاون مع الجيش اللبناني، وفي حديث له قال خير: جئنا لمعرفة سبب الأضرار، وفرقُ الهندسة تقوم بالتحقيق وسنرى النتيجة.

وأضاف: هذا السيل هو طوفان وكارثة على أهالي رأس بعلبك، ودولةُ الرئيس الحريري يتابع الوضعَ معنا ساعةً بساعة، والجيش اللبناني يقوم بمسحٍ شامل للأضرار، ومهمّتُنا دفعُ التعويضات لأهالي الراس والقاع، وعمليةُ الإصلاح والتنظيف تقوم بها الوزارات المعنية.

وأجرى رئيس مجلس النواب نبيه برّي اتصالاً بخير أثناء تفقّدِه ومعاينتِه للأضرار التي لحقَت ببلدة رأس بعلبك في البقاع من جرّاء السيول التي اجتاحت البلدة.

وشدّد على ضرورة الإسراع في تقويم الأضرار من أجل القيام بما يلزم مِن التعويض على المتضرّرين، أكانَ بالنسبة للمنازل والممتلكات أم بالنسبة للمزروعات.

كذلك تفقّد مدير مشروع إدارة الكوارث لدى رئاسة مجلس الوزراء زاهي شاهين على رأس وفد، بتوجيهات من رئاسة الحكومة، موقعَ السيول التي اجتاحت منطقة رأس بعلبك والتي أوقعَت أضراراً جسيمة في البلدة.

وتابع فريق العمل أبرزَ المستجدّات مع لجنة إدارة مخاطر الكوارث في محافظة بعلبك – الهرمل والبلديات لإيجاد حلول مستدامة.

من جهته، عاينَ وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال سيزار أبي خليل الأضرار التي خلّفها السيل الجارف في بلدة رأس بعلبك.

ثمّ عَقد مؤتمراً صحافياً في دار البلدية، في حضور النائبَين أنطوان حبشي وبكر الحجيري، محافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر، الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، رئيس مصلحة مياه البقاع ريمون رزق، رئيس المجلس البلدي العميد دريد رحال، وليلى عون ممثّلة طبابة القضاء.

واستهلّ الوزير أبي خليل المؤتمر بتقديم «واجب العزاء بالسيّدة التي توفّيت جرّاء دخول السيل إلى منزلها»، مشدّداً على «دور الفرَق الفنّية في إعادة التيار الكهربائي إلى المنازل، فيما العملُ جارٍ على توصيل أنابيب المياه لتأمين المياه للبيوت، والهيئة العليا للإغاثة باشرَت عمليات المسح منذ يوم أمس، وهي تتابع عملها من أجل الإسراع في دفعِ التعويضات للمتضرّرين.

وأضاف: «وضَعنا ضِمن أولوياتنا تنظيفَ مجرى السيل سريعاً من الأتربة والرواسب التي يمكن أن تتسبّب بأضرار في حال حصول سيلٍ آخر. والخطوة الثانية تقضي بإعادة بناءِ جدران جديدة لمجرى السيل، وسنعمل على إجراء دراسات لتفادي أضرار السيول الحولية التي تحصل كلّ 70 سنة في الوديان والشعاب، وبإقامة كواسر لتوزيع السيلِ في إتجاهات عدة بغية تخفيفِ سرعته»، معتبراً أنّ «حلَّ زراعةِ الأشجار متلازم مع باقي الحلول المطروحة.