صدمة كبيرة تلقاها الوسط الفني برحيل الفنان محمود الجندي في الساعات الأولى من صباح الخميس عن عمر يناهز الـ 74، على أن يشيع الجثمان من مسقط رأسه بمركز أبو المطامير بمحافظة البحيرة، ليحدد بعدها موعد لاحق للعزاء في القاهرة، وهو ما ترتب له نقابة الممثلين.
محمود الجندي الذي قدم على مدار تاريخه الفني أكثر من 300 عمل فني، رحل وهو يشعر بالحزن، بعدما أعلن في سنواته الأخيرة اعتزاله للفن لعدم شعوره بتقديره فنيا.
ذلك الأمر الذي تراجع عنه بشكل جزئي من أجل الانتهاء من الأعمال التي كان متعاقدا عليها إيفاء بالالتزام، إلا أنه ظل يشعر بالحزن بسبب الموقف الذي حدث معه.
وفي لقاء تلفزيوني أجراه الراحل قبل وفاته بشهرين، أكد الجندي أنه ابتعد عن الفن مؤخرا لعدم شعوره بالتقدير وكذلك حفاظا على كرامته، لكنه لم ينفصل أبدا عن الجمهور الذي صنع نجوميته.
وأوضح الجندي أن السلوكيات تغيرت في الآونة الأخيرة، حيث يرى بعض النجوم الشباب أنهم تحكموا في الساحة الفنية وعلى الجميع أن يلبوا رغباتهم.
الأزمة تفجرت حينما عرض مسلسل "رمضان كريم" الذي قام ببطولته الجندي، وكان يجسد شخصية رئيسية يقوم عليها العمل، لكنه فوجئ بطرح الملصقات الخاصة بالدعاية دون وجود صورته واسمه عليها، ما أثار غضبه كثيرا، ووجد الجميع يتهرب من تلك الواقعة، بل ويلقون المسؤولية على بعضهم البعض.
أعلن اعتزاله بعد هذا الموقف، إلا أنه قرر تحت إلحاح شديد أن يسمي ما قام به ابتعادا مؤقتا عن الفن، ومن أجل تنفيذ الأعمال التي تعاقد عليها، بينها الجزء الثاني من مسلسل "أفراح إبليس".
كما أعرب الجندي عن غضبه من الظاهرة التي انتشرت كثيرا بالفترة الأخيرة والمتمثلة بكتابة الأعمال الدرامية أثناء تصويرها، وهو ما يمنعه من الاعتراض على أي شيء غير منطقي في السيناريو، كما أن صناع العمل لم تعد هذه المسألة بين أولوياتهم.
الجندي رحل قبل أن يشاهد أعماله الأخيرة التي شارك فيها، حيث كان يقوم بتصوير دوره في مسلسل "حكايتي" مع الفنانة ياسمين صبري تمهيدا لعرضه في شهر رمضان المقبل.