أخبار عاجلة

أسبوع على التكليف.. دياب ضائع بين التناقضات

أسبوع على التكليف.. دياب ضائع بين التناقضات
أسبوع على التكليف.. دياب ضائع بين التناقضات

مرّ أسبوع على تكليف المهندس حسّان دياب من أصل الأسابيع الستة التي أعطاها لنفسه من أجل التأليف من دون أن تتضح الصورة لديه عن شكل الحكومة، وهو الذي حصر نفسه في زاوية الصورة الأولية للتأليف، والتي حدّدها من دون أن يتشاور مع المكونات التي سمّته، والتي يبدو أن الثنائي الشيعي غير موافق معه على أن يكون الوزراء مستقلين، وإن سايروه في مسألة أن يكونوا إختصاصيين. فإذا وافق على هذا الطرح يكون قد نسف نظرية أن رئيس الحكومة هو من يؤلف الحكومة. أما إذا اصرّ على موقفه يكون قد أدخل نفسه في متاهات لا خروج منها سوى بالإعتذار، على رغم تشديده في أكثر من مرّة على أنه لن يعتذر، أيًّا تكن المعوقات والصعوبات، خصوصًا أن كلام رئيس الجمهورية من أمام الصرح البطريركي حول عدم الإتفاق على شكل الحكومة قد زاد الغموض غموضًا، وإدخل الرئيس المكّلف في دوامة التناقضات، التي يبدو أنها لن تصبّ في خانة تسهيل مهمته، وهو الذي حدّد شكل حكومته منذ اليوم الأول لتكليفه.

 

أمام هذا الواقع، الذي لم يكن ينتظره، سيضطرّ الرئيس المكّلف على تغيير أسلوب تعاطيه مع المعطيات الموضوعة والمتوافرة لديه، من دون تكبير حجره، ومن دون خوضه معارك دينكوشوتية، وسيجد نفسه مجبرًا على التأقلم مع ما يُفرض عليه، وهو الآتي من عالم لا يشبه العالم، الذي وُضع فيه، بعدما حُددّت له الأولويات، وما هو مسموح به وما هو غير مسموح، لأن للبعض حسابات غير حساباته، ولأن لهذا البعض إرتباطات قد لا تنسجم مع ما يرسمه الرئيس المكّلف في تصوراته، التي تبدو متباعدة وغير منسجمة مع ما يُعرض عليه من إقتراحات، ومن بينها ما سيوضع أمامه من أسماء إختصاصيين ينتمون إلى أحزاب السلطة أو الأكثرية النيابية لكي يختار منها، وذلك من أجل حفظ ماء وجهه أمام من يطالبونه بأن يحافظ على صلاحياته، وفق ما ينصّ عليه الدستور.

 

فهل سيقبل دياب بهذه الصيغة أم أنه سيختار المواجهة، وهو الذي يعرف أن ظروفها غير مؤاتية وغير متكافئة، لأن لا سلاح لديه في معركته هذه سوى سلاح الإعتذار، وهذا ما لا يريده هو أولًا، ولا يحبذّه من سمّاه، وذلك خشية الوقوع مرّة جديدة في خيارات تعتبرها الأكثرية النيابية أنها أصبحت من الماضي، وهذا ما عبّر عنه الرئيس ميشال عون عندما تحدّث عن "دلع" الرئيس سعد الحريري، "الذي إنتظرناه خمسين يومًا لحسم أمره".

 

على اي حال فإن أمام الرئيس المكّلف خمسة أسابيع لكي يبلور صيغة الـ "ما بين بين" لحكومة ينتظرها الكثير من الملفات المعقدّة، التي تتطلب تشكيل حكومة إستثنائية وغير تقليدية، وذلك من أجل أن تحدث صدمة إيجابية، داخليًا وخارجيًا، مع أن ثمة من يشكك في إمكانية إحداث هذه الصدمة، بعد التجارب المريرة، وبعد فقدان ثقة الناس بأي حكومة لا تعبّر عمّا يتطلع إليه الشعب، الذي نزل إلى الشوارع منذ سبعين يومًا، مطالبًا بسلطة تشبه نبض هذه الشوارع.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى