المنظومة تستفيق متأخرة… هل إنقاذ نفطنا ممكن؟!

المنظومة تستفيق متأخرة… هل إنقاذ نفطنا ممكن؟!
المنظومة تستفيق متأخرة… هل إنقاذ نفطنا ممكن؟!

جاء في “المركزية”:

وكأنها لم يكونوا على علم بأن اسرائيل على قاب قوسين او ادنى من البدء بالتنقيب بحرا، تفاجأ اهل الحكم بوصول سفينة اينيرجين اليونانية الى المياه الاقليمية امس قبل ان يتسابقوا على اطلاق المواقف التحذيرية وعلى رفع السقوف.

رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لفت الى ان المفاوضات لترسيم الحدود البحرية لا تزال مستمرة، وبالتالي فأن أي عمل او نشاط في المنطقة المتنازع عليها يشكل استفزازا وعملا عدائيا. بدوره حذر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من اي خطوة ناقصة، فيما اعتبر وزير الدفاع الوطني موريس سليم ان التحركات التي تقوم بها اسرائيل تشكل تحديا واستفزازا للبنان وخرقا فاضحا للاستقرار الذي تنعم به المنطقة الجنوبية من لبنان. وقال:  مرة جديدة تتنكر اسرائيل لكل القوانين والأعراف الدولية وتحاول خلق امر واقع على الحدود اللبنانية،  لا سيما وأنها تطيح بذلك بالجهود التي تبذل لاستئناف المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية. ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة الى التحرك سريعا لوضع حد للممارسات الإسرائيلية المتجددة، وتطبيق  القرارات الدولية لاستباق حصول اي تدهور أمني في  جنوب لبنان ستكون له  انعكاسات على الاستقرار في المنطقة.

لكن هل قام لبنان الرسمي بما عليه قبل ان “يبكي” اليوم الثروة التي ضاعت منا او تكاد؟ تسأل مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية”. الدولة لم تجب الوسيطَ الاميركي هاموس هوكشتاين على سلسلة اقتراحات قدمها منذ أشهر اليها، حتى ان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم سُئل منذ ايام في واشنطن عن الرد اللبناني، فلم يكن مزوّدا بأي اجابات شافية يقدمها الى سائليه.

الى ذلك، لم يرفع لبنان الرسمي اي رسالة ولم يرفع اي خريطة او وثيقة، الى الامم المتحدة يؤكد فيها “رسميا”، وفي شكل لا لبس فيه، تمسّكَه بالخط ٢٩ او سواه، ليُحرّم على تل ابيب التنقيب في هذه المنطقة تحت طائلة الملاحقة القانونية، علما ان قيادة الجيش كانت من اقوى الداعين الى خطوة من هذا القبيل… كما ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لم يوقّع المرسوم 6433 الذي يصحح الحدود من الخط 23 الى الخط 29، ما يجعل خطوة اسرائيل التنقيب في منطقة الخط 29 اليوم “مشروعة”، كون لبنان لم يثبّتها له.

لكن، وبعد وقوع “الفأس في الرأس”، وبعد ان باشرت “اينيرجين” التنقيب، استفاقت المنظومة .. فهل لا يزال الانقاذ “على السخن”، ممكنا؟

المصادر تشير الى ان لا حل الا بالتواصل مع هوكشتاين من جديد وبرفع جواب موحّد اليه. هذا ما توافق عليه رئيس الجمهورية وميقاتي اليوم حيث اتفقا “على دعوة الوسيط الاميركي للحضور الى بيروت للبحث في مسألة استكمال المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية والعمل على انهائها في اسرع وقت ممكن، لمنع حصول أي تصعيد لن يخدم حالة الاستقرار الذي تعيشها المنطقة. وتقرر ايضا القيام بسلسلة اتصالات ديبلوماسية مع الدول الكبرى والأمم المتحدة لشرح موقف لبنان، وللتأكيد على تمسكه بحقوقه وثروته البحرية، واعتبار أن أي اعمال استكشاف أو تنقيب أو استخراج تقوم بها إسرائيل في المناطق المتنازع عليها، تشكل استفزازا وعملا عدوانيا يهدد السلم والأمن الدوليين، وتعرقل التفاوض حول الحدود البحرية التي تتم بوساطة أميركية وبرعاية الأمم المتحدة، وفق ما ورد في المراسلات اللبنانية الى الامم المتحدة والمسجلة رسميا”.

لا حل اذا الا بالدبلوماسية والوساطة الأميركية، خاصة ان قرع طبول الحرب وتهديد حزب الله بردع تل ابيب، لا يبدو سينتقل الى ارض الواقع، ولا يبدو سيفيد اصلا نظرا الى أنظمة الحماية التي أحاطت اسرائيل السفينة بها، كما ان حزب الله على لسان مسؤوله هاشم صفي الدين بدا امس متريثا في اي خطوة، مفضّلا انتظار موقف الدولة اللبنانية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟